معرب اللاد وهو قماش حرير لطيف جداً، وتسمع كلمة الكلهبند وهي مركبة من كله وهو اسم لما يلبس فوق الرأس وبند وهي بمعنى رابط، ومجموعهما اسم لما يشد به ما على الرأس إلى الذقن لئلا يقع، ويستعمل كلمة جوكانه بمعنى صولجانة وغير ذلك. وأخراهما ما تراه في شعره كما تراه في شعر غيره من المصريين من حب للبديع وافتتان بأنواعه وفنونه؛ ولقد أغرم شاعرنا بتلك الأنواع البديعية، ولاسيما الطباق والاقتباس وحسن التعليل واللف والنشر ومراعاة النظير والجناس والتلميح، كقوله:
تبسم عن منظوم در، فان ... تكلمت جاءت بمنثور
وقوله:
إن جنحوا للسلم فاجنح لها ... ما خدع الحرب بتقصير
وقوله يصف الخمر:
بكر إذا ابن سماء مسها لبست ... ثوب الحباب حياء منه واتشحت
وقوله:
فالناس بين بنانه وبيانه ... في نعمتين رغائب وغرائب
وقوله:
عزيز يوسفي الحس ... ن لم يُشر ولم يسجن
قد ابيضت به عيني ... وللمهجور أن يحزن
ولقد كان حينما يمدح القاضي الفاضل يتأنق ويجتهد الاجتهاد كله في الصناعة اللفظية شأنه في ذلك شأن غيره ممن اتصل بالقاضي ومدحه، ولقد نظم فيه قصيدة استخدم الاقتباس في كل أبياتها واقتبس من سورة المزمل إذ قال:
قمت ليل الصدود إلا قليلا ... ثم رتلت ذكرهم ترتيلا
ووصلت السهاد أقبح وصل ... وهجرت الرقاد هجراً جميلا
مسمعي كل عن كلام عذولي ... حين ألقي إليه قولاً ثقيلا
وفؤاد قد كان بين ضلوعي ... أخذته الأحباب أخذاً وبيلا
قل لراقي الجفون إن لعيني ... في بحار الدموع سبحاً طويلا الخ
وعلى هذا المنوال نسج قصيدته، وذلك غير مستغرب على رجل يخاطب القاضي الفاضل