(صحيح؟ أهو ذاك؟ ومن تظن نفسك أيها الحلوف القذر حتى تضرب فتاة مثلي على أنفها؟)
فبشور صاحبنا بيديه مرة أخرى ليصرفها، لكنها ألحت عليه بالنباح قائلة:
(إن أمثالك في الدنيا هم الذين يحدثون الثورات والفتن والهزاهز. وما أظن بك إلا أنك من الملاّك الجشعين الذين يظلمون الفلاحين العاملين في أرضهم، ويلقون بهم في أحضان المهيجين والبلاشفة. . . .)
فضاق صدر صاحبنا، ورفسها برجله، ولم يرفسها في الحقيقة وإنما حرك ساقه حركة الرفس، فلم تصبها رجله، فقد كان يريد المعنى لا الفعل؛ ولكن (روز) كانت كلبة حرة تكفيها الإشارة، فغضبت جداً لكرامتها، ووثبت وثبةً مكنت أسنانها الحادة من طرف السترة فغرزتها فيها وجذبتها بكل ما فيها من قوة، فانهارت الظهارة، وتكشفت عن البطانة، وكانت لا تزال فائرة النفس، فهمت بوثبة أخرى، ولكن فتاة من أهل البيت دخلت في هذه اللحظة، فصاحت بها:
(روز. . . روز. . . .!)
فالتفتت (روز) على الصوت، وأدركت بذكائها الكلبي أن لا رجاء بها بعد ذلك في مواصلة الكر والفر، فدست ذيلها بين فخذيها واختفت
وقال الفتاة لصاحبنا:
(آسفة جداً. . . . .)
فنظر صاحبنا إليها مقطبا، ثم صوب عينه إلى سترته، وتناول الطرف المهلهل بيمينه، فغلا دمه، وشعر برغبة جامحة في أن ينقص تعداد القطر المصري واحدة، غير أنه استطاع بجهد أن يكبح نفسه، فما يليق أن يكون كالكلبة حماقة، ولا سيما في حضرة سيدة وقال:
(لا بأس! لا بأس! أعني لا شيء. . . هي غلطتي، وإن كنت لا أعرف كيف أسأت إليها. . . هل اسمها روز؟)