للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صبغنا به ثياب صبياننا وثياب جيراننا، وبعنا الفضل بألف دينار؟

ولما حج الليث أهدى إليه مالك طبقاً فيه رطب، فرد إليه على الطبق ألف دينار

ولما احترقت دار ابن لهيعة وصله بألف دينار، وصل منصور بن عمار القاضي بألف دينار

وكان يجيء إلى المسجد كل يوم على فرس، فيتصدق كل صلاة على ثلثمائة مسكين، ولم يكن يرد سائلاً:

أتاه مرة سائل فأمر له بدينار، فأبطأ الغلام به فجاء سائل آخر فجعل يلح، فقال له الأول: اسكت. فسمعه الليث فقال: مالك وله؟ دعه يرزقه الله، وأمر له بدينارين

قال منصور بن عمار: كنت عند الليث جالساً فأتته امرأة ومعها قدح، فقالت: يا أبا الحارث إن زوجي يشتكي وقد نُعت لنا العسل. فقال: اذهبي إلى الوكيل فقولي له يعطيك. فجاء الوكيل يسارّه بشيء. فقال له الليث: اذهب فأعطها مطراً، إنها سألت بقدرها فأعطيناها بقدرنا (قال: والمطر عشرون ومائة رطل)

واشترى قوم من الليث ثمره بمال، ثم إنهم ندموا فاستقالوه فأقالهم، ثم استدعاهم فأعطاهم خمسين ديناراً وقال:

إنهم كانوا أملوا أملاً فأحببت أن أعوضهم

وقال أسد بن موسى: كان عبد الله بن علي يطلب بني أمية فيقتلهم، فرحلت إلى مصر فدخلتها في هيئة رثة، فزرت الليث، فلما خرجت من منزله تبعني خادم له في دهليزه، وقال: اجلس حتى أخرج اليك، فجلست، فلما خرج وأنا وحدي، دفع إليّ صرة فيها مائة دينار، وقال: يقول لك مولاي أصلح بهذه النفقة أمرك، ولم شعثك، وكان معي في حُجزتي ألف دينار، فقلت للخادم: أدخلني على الشيخ فإني في غنى عن هذه المائة، فاستأذن لي عليه، فأخبرته بنسبي، واعتذرت إليه عن رد المائة، أخبرته بما معي، فقال: هذه صلة وليست بصدقة، فقلت: أكره أن أعود نفسي هذه العادة، وأنا في غنى، قال: أدفعها إلى بع أصحاب الحديث ممن تراه مستحقا

فلم يزل بي حتى أخذتها ففرقتها في جماعة

وفاته

<<  <  ج:
ص:  >  >>