منظومة وهي:(١) مطلع الأنوار، (٢) شيرين وخسرو، (٣) ليلى والمجنون، (٤) آئين سكندري (أي القانون الإسكندري)، (٥) هشت بهشت (أي الجنات الثمان)، وتسمى كلها أيضا (بنج كنج) أي (الخزائن الخمس). ودشنها لشيخه في الطريقة الصوفي الولي الكبير مولانا (نظام الدين أولياء) وأهداها إلى السلطان علاء الدين. وبينما كان مشغولاً بتصنيف ليلى والمجنون منها فقد أمه وأخاه في سنة ٦٩٧ فحزن، ورثاهما بكلمات تسيل الدموع في مصنفه، ننقل رثاءه لأمه إلى العربية قال:(وفي هذه السنة فقدت نورين من نجمتي وهما أمي وأخي، أسبوع واحد من سوء حظي فقدت فيه قمرين! إن حظي كبسني من جهتين، والفلك بددني بلطمتين، فأصبح نوحي مزدوجاً وغمي مضاعفاً، وا حسرتاه! أنوح على الاثنين وا أسفاه! ألمان لمثلى! إن شعلة واحدة كانت تكفي لزرعي إن صدرا واحدالا يتحمل ثقلين، ولا رأساً واحداً وجعين، إن أمي تحت التراب، فلا غرو أن ألوث رأسي بالتراب يا أمي! أين أنت؟ لم لا ترينني محياك)؟
اطلعي ضاحكة من قلب الأرض، وارحمي بكائي المر! إن في كل أثر من قدمك لي تذكاراً من الجنة، إن وجودك كان حافظاً لنفسي ومعيناً ومتكأ لي، يوم كنت تتكلمين بشفتيك كان نصحك صلاح أمري، واليوم ختم على (لساني) وسكوتك لا يزال ناصحاً
صنف خسرو في عهد علاء الدين ما عدا بنج كنج (أي الخزائن الخمس) ثلاثة أو أربعة كتب أخرى سنبينها عند كلامنا عن مصنفاته، وفي سنة ٧١٥ هجرية توفي علاء الدين فتولى الأمر قطب الدين خلجي فاتصل به خسرو وصنف في عهده (نه سبهر) أي (الأفلاك التسعة) وقدمه إليه فسر السلطان منه جداً وأنعم عليه بفضة تساوي وزن الفيل، وبعد وفاة قطب الدين تولى الأمر نصير الدين خلجي لمدة أقل من سنة، ثم انتقل الأمر من الأسرة الخلجية إلى الأسرة التغلقية، وكان أول ملوكها غياث الدين تغلق فاتصل به خسروا وصنف له (تغلق نامه) أي كتاب تغلق في سنة ٧٢٥ هجرية وهو آخر تصانيف خسرو لأنه مات في تلك السنة
عاش خسرو ٧٣ سنة وصنف ٩٩ كتاباً أكثرها في الشعر باللغة الفارسية والهندية ضاع جلها إلا القليل، وعاشر ملوك، وإن لم تجاوز مدة بعض منهم سنة، بينهم ملوك الأسرة الخلجية الكاملة؛ وكان خسرو عالماً فاضلاً وشاعراً مفلقاً، وموسيقياً بارعاً، وصوفياً كبيراً.