النبل. لقد كانت معجبة بملابسها السخيفة كأنها في حفلة زواج
وقالت الأخرى:
ألم تكن تفكر أنه كان يجب عليها أن تبكي على الأقل اعترافاً بالجميل من أجل ذلك المال الكثير الذي تركه لها
لقد كانت كشخصية مضحكة في مأساة محزنة. ما هذه القبعة التي كانت تلبسها! أي مرض من الذوق ذلك الذي جعلها تلبس هذه القبعة في جنازة أبيها!
ونزلت مارية بهدوء. وعندما أحست النسوة بقدومها ابتدأن يتكلمن بأسى عن ساعة الدفن، ونظرن إليها بعيون كلها شفقة ورثاء. فنظرت إليهن مارية، وقد كشرت عن أنيابها وصاحت:
أخرجن من منزلي يا ذوات الألسنة البذيئة. أخرجن من هنا!
فجرى النسوة من وجهها الغاضب. ولكن إحداهن صاحت لدى الباب:
امسحي هذا المسحوق الأبيض الذي على وجهك أيتها الفتاة المفتونة!
وبعد أسبوع ذهب جون جونز إلى المنزل ومعه قائمة حسابه فأدخلته مارية إلى الصالون، ووضعت على الطاولة تسع عشرة ورقة من ذات الجنيه، فعد (الحانوتي) النقود بعناية. ثم التفت إليها وقد احمرت وجنتاه. ثم قال رافعاً صوته:
أرجو يا مس مرجنز أن تعطيني النصف جنيه الباقي. فأجابته
إذن قدم لي حساباً عن هذا المبلغ الضخم. لقد كانت الجنازة متواضعة
فصاح وهو يهز قبضته بانفعال شديد:
سوف اذكر ذلك أمام المحكمة. نعم سأقاضيك مطالباً بمبلغي أيتها المرابية الشحيحة!
كانت مارية متشحة برداء من القطيفة السوداء. لابسة عقدها وقرطها. معلقة ساعتها في ردائها الضيق الملتصق بجسمها المفصل على آخر طراز. قامت مارية من على كرسيها وقالت بطريقتها الإنجليزية الرشيقة:
لست ممن يتناقشن مع الحانوتي من أجل نصف جنيه. لقد كنت أظن أنك رجل مهذب ولكن يظهر أنني كنت مخدوعة
ظل جون جونز صامتاً وكأنه تذكر فجأة شيئاً. فنظر إليها بعينيه اللامعتين اللتين تشبهان