وفي عام ١٨١٨ ترك شلي إنجلترا إلى إيطاليا حيث قضى بقية عمره وكان دائم الاتصال باللورد بيرون
أحسن شعر شيلي ظهر في السنوات الأربع الأخيرة من عمره، وبعبارة أخرى أن شعره لم ينضح حتى سنة ١٨١٨، ومن أقوى وأمتن قصائده الطويلة، الروايتان الغنائيتان (ميتوس الغير محدود) و (هيلاس). وتمثل هيلاس يقظة اليونان وتأييد العالم لهم في ثورتهم على الأتراك
ولكن إذا كانت إجادة شلي تامة في هذه القصائد الطويلة فان إبداعه كان عظيماً كذلك في مقطعاته الغنائية التي نذكر منها قصيدة (القبرة) و (الضباب) و (أدونيس) و (غناء كونستانيا) و (الريح الغربية) و (إلى الحرية) و (إلى المساء)
كان شلي من بين الشعراء أجمعين شاعر المثل الأعلى، استطاع أن يتصور في أخلاق الإنسان وحياته كمالاً هو أسمي بكثير مما عرف حتى الآن
لقد ثار على كل ما يحط من قدر الإنسان ويحول دون تطوره السامي مدفوعاً بحبه العظيم للإنسان وإيمانه بزمن آت هو خير من زمانه
وقد أدرك بواسع علمه وثاقب رأيه أن فكرة الإنسان عن الله تتناقض كثيراً وفكرة الحق والعدل والحقيقة، وهكذا يشوه التلوين الإنسان الصورة الإلهية كما يشوه زجاج نافذة مصبوغ جسماً تراه من خلاله، أو كما يوضح شلي ذلك في قوله: الحياة أشبه ما تكون بقبة من زجاج كثير الألوان
تلطخ أضواء الأبدية البيضاء
إلى أن يحطمها الموت
فان كنت تود أن تلتقي بهذا الذي تفتش عنه فمت إذن! تطلع شلي تطلع مشتاق إلى يوم قريب يتحقق فيه المثل الأعلى، وعلق آمالا كباراً على الثورة الفرنسية، ولكنه حين شاهد ما منيت به النظريات السياسية من فشل أحس بيأس مؤلم
لو طال عمر شلي عتنق مبادئ (وردزوس) الإصلاحية ولقال معه إن تقدم الجنس البشري يتوقف على رقى الفرد وتطوره، ولكنه عاش حياة قصيرة. ولد عام ١٧٩٢ وغرق عام ١٨٢٢ بانقلاب قاربه أثناء اجتيازه خليج اسبيزا، ولما أخرجت جثته من البحر أحرقت