مل وسئم، حياة لهو ومخاطرة، يتخللها شك مقلق وتبرم من الأقدار التي قضت على كل طيب وجميل بالانحلال البطيء والموت السريع وفي الحق كان كل ما أخرجه الشاعر للناس قوياً عجيباً فاتناً من باكورة شعر (ساعات البطالة إلى (عروس أبيدوس من الفصلين الأولين من (تشايلد هارولد) إلى الفصلين الأخيرين منه، من القصص الشرقية، إلى الأغاني العبرية، من (سجين تشيلون (بونيفار الذي صد هجوم دوق سافوي عن جنوه) إلى القصيدة الروائية (مانفرد إلى نظمها في إيطاليا على نسق رواية (فوست) وذكر فيها السحر والأرواح وخوارق الطبيعة، من (يوم الحساب) وهي من أقوى الهجاء الحديث إلى (الدون جوان) من رثاء تاسو (الذي اعتقل بتهمة الجنون لأنه أحب ليونورا ابنة الدوق) إلى (مارنيو فاليرو المأساة التاريخية - كان يرافق عبقرية بيرون سهولة تامة وقدرة عجيبة في التعبير عما يجيش به صدره
وهنا علينا أن نذكر أن في اللورد بيرون الفنان، عللاً كثيرة، فهو لا يكاد يحسن صناعة الشعر ولا ربط الفكر ولا اختيار العناوين، ذو أسلوب بسيط مضطرب، ولكن على الرغم من كل ذلك فان وليام فورس يقول عنه إنه أعظم ذخيرة أدبية في هذا القرن التاسع عشر
إنه شاعر الحرب، لهذا سوف لا نقدر على وفاء حقه في هذه الأيام التي يسود فيها السلام
برسي شلى
١٧٩٢ - ١٨٢٢
ولد شلي عبقرياً مفرداً فلم يكن له مثيل في بارونية من البارونيات الإنجليزية الفنية، لقد قاوم وهو يافع، ما كان يسود في طبقته من آراء وعقائد وتقاليد، وفي مدرسة (إيتون) وفي جامعة (أكسفورد) كان في تصادم دائم مع (المحافظين)
نشر عام ١٨١١ مقالاً بعنوان (حاجتنا إلى الجحود) طلب فيه من جميع مديري الكليات أن ينزلوا إلى مناقشة آرائه وتفنيد هرطقته مما أدى إلى طرده من الجامعة. وفي ذلك العام تزوج بهاريت ويستبرون، وهي فتاة في سن السادسة عشرة؛ ولدت له طفلين ثم هجرها عام ١٨١٤ من أجل ماري كودوين ابنة وليام كودوين الكاتب الروائي والسياسي؛ وبعد عامين، حين أغرقت هاريت نفسها في التيار، أصبحت ماري كودوين السيدة شلي ولكن محكمة تشانسري حرمت الشاعر حضانة ولديه