بعد في طاقة قلبك الرقيق الصغير أن يتحمل تلك (الكوميديا). . (كوميديا الفرح) والسرور التي كان يحياها في أيامنا الأخيرة. . أي صديقتي المحبوبة! كم كان مؤلماً يوم الفراق! لقد رجوتك ألا تذهبي إلى المحطة لأن الوداع في المحطات مؤثر من نفسه، ولكنك أصررت على الحضور زاعمة أنه في طاقتك أن تتجملي. . ثم حضرت. . وكنت فعلاً شجاعة في أول الأمر فقد أخذت تضحكين، كما جعلت توصيني بأن أبعث إليك رسالة من كل مكان أحله في طريقي. . ولكن عندما علا صفير القطر المزعج المؤذن بالرحيل، ضاعت شجاعتك فأخذت تبكين بكاء مراً، ولم يكن في طاقتي أن أخفف عنك لأني كنت في مثل حالك من التأثر. . . ما أطيب قلب تلك السيدة العجوز التي جلست أمامي في العربة، وقد أخذت تبكي لبكائنا وهي تتمتم: يا لله! ما أقسى الحياة!
أي صديقتي المحبوبة! إذا كان حبنا لم يعيش طويلاً فإن عزاءنا فيه أنه انقضى في أوج شبابه وريعانه!
وأنت يا شجرة المشمش! ذكريني في مثل هذا اليوم من كل عام بهذه الذكريات العزيزة، لأن القلب البشري ضعيف قد ينسى أحباءه يوما ما!