الألماني الكبير جورج فريد ريش هاندل، عميد الموسيقى والأوبرا الكلاسيكية. وأقيم احتفال رسمي في (هاله) مسقط رأس الموسيقى، شهده مندوبون رسميون من انكلترا التي عاش فيها هاندل أربعين عاماً وأخرج معظم قطعه وأوبراته الخالدة. وقد ولد هاندل سنة ١٦٣٥، ودرس القانون أولاً، ولكن مواهبه اتجهت إلى الموسيقى فبرع في العزف على القيثارة والأرغن والهارب؛ وتلقى دراسته الموسيقية على العازف الشهير زوخاو؛ وعين عازفاً لكنيسة هاله. ولما ذاعت شهرته سافر إلى همبورج حيث تولي العزف في أشهر فرقها الموسيقية، وأخرج في ذلك الحين أولى أوبراته (الميرا) و (نيرون)؛ ثم سافر إلى إيطاليا وطاف بمدنها الكبيرة ونالت (أوبراته) هنالك نجاحاً عظيماً. وفي سنة ١٧١٠ سافر إلى إنكلترا وأخرج (رينالدو)، وذاعت شهرته هنالك؛ وبقي في إنكلترا زهاء أربعين عاماً حتى وفاته؛ وتعرف يومئذ بأقطاب العصر مثل بوب وفيدلنج وهو جارث؛ ولقى رعاية كبيرة من الملكة (آن) ملكة انكلترا؛ ورتبت له معاشاً حسنا. وفي تلك الفترة وضع هاندل سلسلة جديدة من الأوبرات الرائعة مثل (آسى وجلاتيا) و (استر) وهي بالنكليزية و (اتوني) و (تيمورلنك) و (سبيون) وغيرها؛ وأنشأ هاندل يومئذ فرقة أوبرا كبيرة؛ ولكنها فشلت من الوجهة المالية؛ فعاد إلى التأليف ووضع (آريان) و (أثاليا) و (السينا) وغيرها. وأصيب على أثر فشله في مشروعه بضربة من الشلل؛ فسافر إلى إكس لاشابيل يستشفى مدى حين؛ ثم عاد إلى إنكلترا، وترك التصنيف الأوبرا وأخذ يصنف القطع الكنيسة فوضع منها خمس عشرة؛ وأسبغ بمجهوده على الموسيقى الكنيسة بهاء وروعة لم تعرفهما من قبل، وأشهر هذه القطع الدينية (صالح) و (إسرائيل في مصر) وهما من أبدع قطعة. وفي سنة ١٧٤٢ أخرج أعظم قطعة وهي:(المسيح) ومثلت لأول مرة في دبلن، ويجمع النقدة على أنها أعظم قطعة دينية موسيقية، ثم أخرج بعد ذلك (شمشون) و (يهوذا) و (تيودورا). وتأثر هاندل أعظم تأثر بالمدرسة الإنكليزية وتقاليدها. ورز في فنه على جميع معاصريه ما عدا (باخ) وتطبع مؤلفاته كلها روعة وفصاحة بالغة؛ وموسيقاه عميقة مؤثرة خصبة في الإلهام. وقد أصيب الموسيقى الكبير قبل وفاته بأعوام بفقد بصره؛ فكان ذلك نذيراً بتحطيم حياته؛ وتوفي بإنكلترا سنة ١٧٥٩
وقد ألقى ممثل الحكومة الألمانية الدكتور روزنبرج في احتفال (هاله) الرسمي بهذه المناسبة