إن أهم ناحية من نواحي الشعر هي الحب والغرام، وقد قالوا إن من حسن الشعر وجماله أن يكون له اتصال بنفسه الشاعر، وأن يكون عليه مسحة من تجاربه النفسية. وبخاصة في هذه الناحية، فانه إذا تجرد عن ذلك أصبح تصنعاً وخداعاً. والشعر في هذه الناحية يصور تصويراً شعرياً دقيقاً ما بين قلب المحب والمحبوب من الأثر والتأثر، والجذب والانجذاب، والعزم والانثناء، والصبر والجزع، والرضا والسخط، والهجر والوصال. وشاعرنا العاشق قد صوره في غير واحد من الديوان وعبر عن حبه بآلاف من الأبيات. نقتطف بعضها هنا قال:
دلم به ناوك جشمت هزار وزن شد ... زصورت توبهر روزن آفتابى هست
شب من أزجه سبب تيره ترشود هرروز ... جوازرخ توبهر خانه ما هتابى هست
(إن سهم عينيك قد ثقب قلبي آلافا من الثقوب، وفي كل ثقب شمس محياك طالعة.)
(لم تظلم ليلى كل يوم ما دام قمر وجهك طالعا في كل بيت.)