(دنوت من الموت وليس لدي خبر عن قلبي، ولا أجد أثر من خطفه.)
(جاء الربيع وتفتحت الأزهار، ولكن لا فائدة لي منه، لأني لا أجد ريحك في نسيم الصبح)
وقال:
مردمان درمن وبهوشى من حيرانند ... من درآ نكس كه ترابيند وحيران نشود
(يعجب الناس منى ومن فقدان صوابي، وأنا أعجب ممن يراك ولا يفقد الصواب)
وصف أرسطو الشعر أنه رمز إلهامه أو محاكاة عمل ذلك الإلهام. وذهب دانتى إلى أن عمله هذا أيضاً رمزي، فالكلام الشعري الذي يقوله الشاعر لا يمثل ذلك العمل في شكل وقوام فني خاص، بل يقدم فيه المعنى الرمزي له. فأنت ترى خسرو كيف رمز إلى شدةنعاناته في الحب في البيت الآتي حين أشار إلى أنه عرف قدر الليل بألم الأرق، ولكنه لم يقدر أن يقيس ليلة الهجر بألم الهجر العظيم حتى بعد معرفة الليل، فان مقياس إدراك الأسباب الآلام هي الآلام قال:
(ازين دو ديده بي خراب شب شناس شدم، ... ولي قياس شب هجر درنمى يابم
(إني عرفت قدر الليل بعيني هذه المؤرقة، ولكني لم أجد قياساً لليلة الهجر)
قال شيلى: إن الشعر ليس له أثر أخلاقي بغير تعيين ناحية خاصة من نواحي الأخلاق. لأن حقيقة الأخلاق عنده هي الحياة الفكرية في أعلى سموها وأبهى جمالها. ومظهر حيوية الفكر الخيال الذي يغذيه الشعر. ففي نعيش في العالم الذي يصدر منه شعورنا بغاية الأشياء وبالخلق العملي فالأبيات الآتية لخسرو تبين لك ما ذهب إليه شيلي قال ما ترجمته:
(ما دامالحبيب معنا فلم نستعجل رؤيته؟ وما دام يوسف في مصر قلبنا، فلم يجري نهر النيل من عيوننا؟)
(طلبت منه قتلى بلحظة القتال فقال، ما دام الصياد في كمين فلماذا يستعجل الصيد؟)
(إن سالكي طريق العشق لا يبالون بالراحة والألم، إن عشاق الكعبة لا يسألون عن الطريق والميل)