ظلماته. بيد أنه أبطل مجلسه الليلي بعد حين. وتوفي جيش ابن الصمصامة وإلي الشأم، فعين الحاكم مكانه فحل بن تميم، ولما توفي لأشهر من ولايته عين مكانه علي ابن فلاح؛ وكان اتجاه الحاكم يومئذ نحو إقصاء الأتراك والصقالبة وتمكين المغاربة، كما كان الشأن أيام جده المعز، ولعله كان يقصد في ذلك أيضا إلى هدم سياسة برجوان في اصطفاه الصقالبة. ووفد عليه ولد جيش بن الصمصامة يحمل وصية أبيه التي يوصي فيها بجميع أمواله للحاكم، ويحمل إليه الأموال الموصى بها، وكانت تبلغ نحو مائتي ألف دينار بين نقد متاع، فقرأ الحاكم الوصية ورد المال إلى أهله؛ ودلل بذلك على صفة من أخص صفاته، هي العفة عن مال الرعية، والزهد في المال بصفة عامة؛ وسنرى أنه يدلل على هذه الخلة في مواطن كثيرة