للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتاب ولاة مصر وقضاتها؛ وهكذا قل في الزمن الذي بدأت فيه الشروح والحواشي في الكتب الدينية، وصار من يسلخ من كلام غيره أو يمسخه وينسخه يعد مؤلفا فيزيد عدد الأسفار المحفوظة في الخزائن على غير فائدة جليلة

تمنيت في سنة ١٣٢٨هـ (١٩١٠م) في مجلة المقتبس، وقد درست هذا الكتاب في نسخة خطتها أنامل إبراهيم البقاعي أحد أعلام عصره - الذي قال في نسخته: وكان فراغي من هذه في ١٧ شوال سنة ٨٥٩ بمنزلي بحارة بهاء الدين في القاهرة - تمنيت لو يقدم رجل منا فيطبع هذا الكتاب، وقلت يومئذ لو لم يكن في هذا الكتاب سوى ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، لكان كافيا في طبعه؛ ولكن قومي شغلتهم الشواغل، وأصيبوا بالإهمال، فتهيأ لطبعه صديقي العلامة كرينكو أحد علماء المشرقيات من الألمان، فطبعه في أربعة مجلدات في أكثر من ألفي صفحة معارضا له على نسخ مهمة، وذلك على يد مجلس يد دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد الدكن من ممالك الهند. وقد اعتادت هذه الدار أن تطبع من كتب العرب كل مفيد، فأحيت كتبا في الحديث والفقه والأصول واللغة والأدب والتاريخ والفنون، ونشرت حتى الآن نحو ثمانين كتابا منها ما دخل في بضعة مجلدات ضخمة، ومما طبعت لأبن حجر مؤلفنا الذي نحن بصدد الكلام على كتابه (لسان الميزان) و (تهذيب التهذيب) و (تعجيل المنفعة في رجال الأئمة الأربعة) الخ

هذا ولا يسعنا إلا أن ننوه بالناشر الغيور على العلم، وقد رأيناه جود معارضة النسخ وإثبات الصحيح من النصوص على عادة علماء المشرقيات في تدقيقهم إذا أرادوا طبع كتب العرب؛ وكم لهم من أياد بيضاء علينا لا ينكرها إلا منكر الجميل وغامط العارفة. وحبذا لو شفع الناشر هذا الكتاب الجليل بالفهارس المنوعة التي تسهل على العلماء الأخذ منه، فإن كتابا بلا فهرس تقل فائدته إذا كان من كتب المراجع؛ وعلمت أن الناشر وضع الفهارس والطابع تأخر في طبعها، وما أدري ما اعتذاره

وقد نشر السيد سالم الكرينكوي - كما دعا نفسه - كتاب التيجان لوهب بن منبه، وأخبار اليمن لعبيد بن شزية، وحماسة ابن الشجري، أتكلم عليهما في فرصة أخرى وأكتفي هنا بشكره، وأن أوجه نظره إلى كتاب آخر لأبن حجر لا يقل عن الدرر الكامنة في الفائدة، وهو (إنباء الغمر في أبناء العمر) وفي الخزانة الظاهرية بدمشق مسودة هذا المخطوط بخط

<<  <  ج:
ص:  >  >>