وإن أنت أردت أن ترى المزيد منه فسر قليلا حتى تجيء المتحف، فادخله، وإذن سترى فيه - مثانته. . .
أي إرث يتركه اسبلنزاني للدهور خير من هذا؟ أي أثر أحق من هذا بالتعبير في إيجاز عن حبه المدله للحقيقة، هذا الحب الذي لم يقف به عند شيء، هذا الحب الذي اقتحم التقاليد وضحك للصعاب وهزئ بالأذواق الموضوعة، وبمراسيم اللياقة المصنوعة
علم أن مثانته مريضة، فكنت تسمعه يقول في خفوت لأصحابه وهو يحتضر:(إذن أخرجوها من جسمي عند موتي، فلعلكم تكشفون فيها عن حقيقة جديدة غريبة في أمراض المثانات). هذا روح اسبلنزاني وهذا هو روح قرنه، القرن الثامن عشر. روح استخفاف واستهتار. روح تشوق وتشوف لكل مجهول. روح المنطق البارد القاسي في برودته، قرن لم يفض على الخلائق بكثير من الكشوفات العملية النافعة، ولكنه القرن الذي مهد لفرداي وبستور وأرانيوس وأميل فيشر وأرنست رذرفورد لينجبوا ويمجدوا ويعملوا في جو حر طليق