للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكايات كثيرة منها: أنه عندما كان يرجع من السراي الملكية كل يوم إلى البيت يرجع راجلا، لأنه كان يحب البساطة والسذاجة في العيش، وهو أيضا من لوازم الحياة الصوفية، فيمر بدكان عجوز تسمى شمو فتقدم له كرسيا ونرجيلة، وتطلب منه تشريفها ولو بدقيقة. فلكي لا يجرح عواطفها كان يقعد عندها ولو دقيقة. ومرة قالت له: يا سيدي خسرو! آلامك وبلاؤك على رأسي إنك تقول آلافا من الغزل وتؤلف النغمات والألحان وتصنف الكتب. أما تؤلف شيئا باسمي حتى يذكر اسمي أيضا بفضلك؟ فقال لها حاضر يا سيدتي شمو وارتجل نشيدا فيه اسمها. فخلد اسمها بذلك النشيد إلى اليوم

كان خسرو لين الجانب رقيق العواطف قطع جميع مدارج التصوف ومنازله، فكان صاحب حرقة قلبية دائمة في حب الله. وقد قال فيه شيخه مولانا نظام الدين أولياء قدس سره: (في يوم القيامة كل واحد يفتخر بشيء، وفخري بحرقة هذا (ترك الله)). ولعل خسرو أشار إلى هذا حين قال البيت الآتي:

خسرو من كوش براي صواب ... تاتو شود (ترك خداى) خطاب

(يا خسرو اجتهد في الحق ليكون لك لقب (ترك الله)

انتهى البحث

السيد أبو النصر أحمد الحسيني الهندي

<<  <  ج:
ص:  >  >>