وكان يوم صائف متوقد، ففر سراقة من حره إلى حائط له، فما استقر فيه حتى سمع منادياً ينادي:
- يا سراقة بن مالك الجعْشُمي. . . . يا سراقة. . . .
فصاح: أن لبيك، وانطلق يؤم الصوت، فإذا رسول عمر يدعوه أن أجب أمير المؤمنين
وإذا الشمس بين يدي عمر تأخذ الأبصار ببريقها ولمعانها، وإذا بين يديه تاج كسر ومِنْطَقَتع. . .
قال عمر:
هلم يا سراقة، أتذكر خبر الغار، وسواري كسرى شاهنشاه ملك الملوك؟. . .
- قال: نعم
- قال. قد أذهب الله بالإسلام ملك كسرى، فلا كسرى بعد اليوم. . هات يديك
فألبسه السوارين، وقال ارفعهما فقل:
- الله أكبر! الحمد الله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، وألبسهما سراقة بن مالك، أعرابياً من بني مدلج.
يا سراقة لقد انتصر المهاجرون على كسرى وقيصر، وكان لهما ملك الأرض! يا سراقة! لقد أضاء النور الذي انبثق من بطن مكة الدنيا جميعاً! يا سراقة! لقد ظفر الغار بالعراق والشام، وغلبت الصحراء العالم!
يا سراقة! لقد ملك كسرى وقيصر كبيراً قوياً، ولكن الله مع الذين آمنوا، والله أقوى. . . والله أكبر!