للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن النظاميين المعروفين (بالمجربين كانا من أصل بيزنطي أو لعلهما عرفا بين تعاليم الساميين أما الأصول العامة للأسطوخسية البيزنطيين فلم يأخذها العرب، وإذا كان هنالك شيء قليل لأن مخطوطة الكندي التي ألمعنا إليها قبلاً تقول إن مبادئ الأسطوخسية الرومية تختلف عن المبادئ العربية.

أما مسألة الإيقاع والقيم القياسية فنحن نعلم أن العرب كان لهم نظام منذ أوائل القرن السابع الميلادي فقد كتب الخليل ابن أحمد (كتاب الإيقاع) في القرن الثامن. ونجد في القرن التاسع نظاماً يصفه الكندي جيداً بقوله (وهنا لدينا قسم موحد من الموسيقى العربية نظامه - كما يظهر - تطور وفقاً لنظام محلي) وقد اقتبس الفرس توقيعاتهم وقوافيهم من العرب.

ولقد غير إسحاق الموصلي (٧٦٧ - ٨٥٠) شكل النظرية العربية القديمة في وقت ترجمت فيه النظريات اليونانية القديمة إلى العربية ولكن هذا التغيير حدث بدون الاستعانة بكتاب اليونان. يقول صاحب الأغاني: (كان إسحاق أول من ضبط الألحان والتوقيعات وقسمها بطريقة لم تعرف من قبل، وكان العالم المتقدم يونس الكاتب المتوفى سنة ٧٦٠ قد أشار إليها. ويقال إن إسحاق توصل في عمله إلى نتائج أقليدس والأوائل الذين كتبوا عن علم الموسيقى، ولكنه توصل إلى هذه النتائج بتجاربه الخاصة المنفردة بدون معرفة كتاب واحد من كتب الأوائل) أما أن إسحاق لم يعرف شيئا عن المشتغلين بالنظريات من اليونان القدماء فمثبت في فقرة أخرى. وكان نظام إسحاق شائعاً في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر الميلادي. وقد وضح هذه العبارة بجلاء تام صاحب الأغاني ويحيى بن علي الذي ميز هذا النظام من نظام اليونان.

فاستندنا إلى ما فصله الكندي وغيره من الكتاب كصاحب الأغاني في تعريفه النظام العربي القديم قبيل زمن الشراح اليونان كاف لأن يثبت لنا أن هذا النظام كان يختلف عن نظام فارس والروم واليونان.

أما في تاريخ الأنغام ففي استطاعتنا معرفة ما اقتبسه العرب من فارس وبيزنطة.

كان لدى الهنود - على رأي (راميانا - سبعة وهي أشبه بالرقص ويقول أمين (كان للفرس سبعة أنغام إلا أنها في أيام خسرو ابرويز (٥٩٠ - ٦٢٨) أصبحت أثنى عشر نغماً). ويسجل (بارهبروس السرياني) هذه الإثني عشر لحناً للفرس. ومع أن بعضا منها

<<  <  ج:
ص:  >  >>