القماش من صناعة أوروبا على الطراز الشرقي وأطلق عليها اسم الأحزمة البولونية نسبة إلى بولندة حيث كثرت صناعتها.
وكان السجاد أيضاً مما أخذه الأوربيون عن الشرق منذ القرن الرابع عشر، فتعلم الصناع الغربيون صناعته من المسلمين واحتفظوا مدة طويلة بالأساليب العربية في زخارفه.
وأما أثر المسلمين في النقش والتصوير الأوربي فيكاد لا يستحق الذكر، وما نقله الغرب في هذا الميدان من أساليب في تصوير الحيوان ليس إسلامياً في جوهره؛ وإنما يرجع إلى الفنون القديمة في الشرق الأدنى؛ وليست لدينا أمثلة لمصورين مسلمين اشتغلوا في أوربا في القرون الوسطى، اللهم إلا أولئك الذين عملوا في بلاط روجر الثاني ملك صقلية في أوائل القرن الثاني عشر لنقش بيعة في بالرمو تعرف باسم الكابلا بلاتينا.
هذا وقد أثرت الزخارف الإسلامية على الزخارف في شمال أوربا؛ ولا عجب فقد كان هناك اتصال بين أمم الشمال وبين الشرق الإسلامي، وكان كلاهما يناهض أمم أوربا الوسطى والجنوبية، بيد أن هذه الشعوب الجرمانية الشمالية لم تكن فقدت تماما ذكرى تجوالها في آسيا قبل أن تغزوا أوربا ويسير بعضها حتى يصل إلى شمال أفريقيا.
ولا يسعنا أن نختم هذا المقال قبل الإشارة إلى الأثر التركي الذي نراه في كثير من زخارف أمم البلقان وسكان جزائر بحر الأرخبيل، فقد كان استيلاء تركيا على هذه الأقاليم وحكمها إياها قروناً من الزمان أكبر عامل على طبع فنونها والحياة الاجتماعية فيها بطابع شرقي لم يزل كله بعد.