بميول، وتعرف ما يرغب فيه من الأعمال، فتوجهه حيث يحب، ويختار له من سبل الحياة ومن المهن والصناعات ما يتفق مع ميوله الطبيعية. فالمدرسة تعطيه الفرصة في أن يعرف شيئا عن النجارة، والزراعة، والحياكة، والكي، والبناء، والرسم، والتصوير، والموسيقى، بجانب المواد المدرسية الأخرى. وهذه هي التربية
ولا يسمح لأحد من التلاميذ بأكل شيء فواكه الحديقة في غير مواعيد الأكل. ومن يخالف ذلك يحرم هذه الفاكهة حتى ينتهي فصلها. وهذا عقاب طبيعي؛ لهذا لا يجرؤ أحد أن يقطف شيئا من الحديقة. ولكل تلميذ صوان خاص به، يضع فيه أدواته. وللناظر وحده الحق في الاطلاع على ما به
وبعد تناول الشاي يسمع التلاميذ اللاسلكي، أو يتعلم بعضهم العزف على المعزف (البيانو)، ويلعبون ألعابا رياضية ككرة المضرب
وفي يوم الأحد صباحا يذهبون إلى الكنيسة مع أستاذتهم، ثم يخرجون للرياضة في جهات خاصة. فأوقاتهم منظمة، موزعة بين العمل واللعب؛ يلعبون حيث يجب اللعب، ويعملون حيث يجب العمل. ويجتهد ناظر المدرسة في ألا يترك لأي تلميذ الفرصة في أن يفكر في أعمال شيطانية، فيدعه يشتغل بأي عمل من الأعمال، حتى لا يفكر في أي عثو أو إفساد في المدرسة
إن الشباب والفراغ والجِدَة ... مفسدة للمرء أي مفسدة
وإن دروس مشاهدات الطبيعية، والجغرافيا، والتاريخ كثيرا ما تكون في الخارج على شاطئ نهر أو في الحديقة، أو زيارة لدار آثار، أو حصن، أو كنيسة قديمة. وفي كل أسبوع يختار بعض تلاميذ المدرسة لزيارة مدرسة أخرى، لتكثر تجاربهم ويروا أشياء ربما لم يروها قبل في مدارسهم. وبذلك تتبادل المدارس الزيارات في يوم من أيام الأسبوع
وكثيرا ما يقف ناظر المدرسة ليباشر التلاميذ وهم يشتغلون في حديقة المدرسة، ولا يعزب عنه شيء في مدرسته؛ فهو خبير بكل تلميذ، وبالظروف المحيطة به، وبنقط الضعف فيه، وبوسائل العلاج. فيمكنه أن يقول إن (جاك) قوى لأن أمه كثيرة العناية به. أما (جان) فضعيف لأنه لا يجد ما يكفيه من الغذاء، وهذا جيد في التاريخ، وذلك يحتاج إلى العناية بالحساب، وهكذا