حق الله تعالى جملة ولا على حال، أما وصفه بالإيجابيات ففيه من الشرك والنقص)
ويبحث الجزء الثاني في مشاكل وجود الله وتوحيده وروحانيته وما يرى الفلاسفة في الكون إذا كان قديما أو (محدثا)، ومع أن موسى بن ميمون من أشد أنصار أرسطاطاليس ففي مسألة قدم الكون يحاربه محاربة عنيفة، لأن الأخذ بقدم الكون ينفي ما ورد في التوراة من أن الكون محدث، ويقول موسى بن ميمون بعد بحث طويل في هذه المشكلة إن كل ما ذكره أرسطاطاليس وأتباعه من الاستدلال على قدم الكون ليس له براهين قطعية، بل لها حجج تلحقها الشكوك العظيمة. . .
ثم يبحث في النبوة وماهيتها ودرجاتها وتعريفها عند رجال الدين من الملل المختلفة وعند أصحاب المدارس من الفلاسفة
ويشغل البحث في النبوة أغلب فصول الجزء الثاني وهو من أرقى ما وصل إليه التفكير اليهودي الفلسفي في القرون الوسطى
أما الجزء الثالث فيتم موسى في فصوله السبعة الأولى بحثه عن النبوة بشرحه رؤيا النبي حزقيال الذي ورد في الفصل الأول والثالث من سفره من أسفار العهد القديم، وكل ما ورد فيها من الاصطلاحات العويصة والمعاني الغامضة
ثم ينتقل إلى البحث في الشر، وما يحل من المصائب بالعالم وهل الإنسان هو الذي يكون مسئولا عما يقع من الكوارث على المخلوقين أم الله سبحانه وتعالى، ثم ينتقل إلى مشكلة العناية الآلهية بالكون والمخلوقات، وما يقول الفلاسفة من اليونان والمسلمين واليهود فيها
ثم يتعرض لأمور دينية في الشريعة التي جاءت لصلاح النفس وصلاح البدن، كما يشرح واجبات وعبادات وردت في التوراة على الطريقة الفلسفية
وقد ورد في هذا الجزء معلومات كثيرة عن الأخلاق والعادات عند الصابئة وعبدة الأصنام من الآراميين من أهل حران بجزيرة العراق كما ذكرت بعض كتبهم
وكذلك ورد الذكر لكتاب الفلاحة النبطية لأبن وحشية ولم ينتبه العلماء المستشرقون إلى هذا الكتاب إلا بعد أن قرأوا ما كتبه عنه موسى بن ميمون
وفي الفصول الأربعة الأخيرة يبحث المؤلف في العناية بالعبادات والواجبات الدينية التي هي الغاية المثلى في حياة الإنسان حتى يدرك الحقائق الآلهية، وحتى يتقرب إلى الحق