وفر الخيال في شظايا الماء. . . وتحطمت الصورة الرائعة بددا!! وخيل لنركيسوس أنها تقول وهي تهتز، قبل أن تلتم:(لا. . . لا. . . لا. . . لا. . .)
ولبث عبثا يحاول قبلة، وتتكرر الآية كلما مست الماء شفتاه. . . فانطلق مغيظا محنقا، وهام في القفار على وجهه، لا يطيب لجفنه المسهد كرى، ولا يحلو لفمه المرير عيش، لجفاء الحبيب، ونفزة آسيه العجيب!؟
نركيسوس! الذي بلبل قلوب العذارى، وسفك دموع الحسان، وضرج كبرياء الغيد بالدم، وأذل البسمات التي طالما حملتها إليه أجنحة الحب من ثغور الفاتنات. . . نركيسوس، الذي ألقى بحب إيخو في التراب، تستبيه صورته، ويتصباه خياله، ويأسره ظله؛. . . فيالنقمة كيوبيد، ويالعدالة فينوس!!
لقد طفق يختلف إلى الغدير لدى كل شروق شمس، يناجي حبيبه المعبود وأمله المنشود، فلا ينثني إلا توارت بالحجاب!
وما انفك يشكو ويتوجع ويستعطف، وما انفك الخيال يتصام ويتباكم. وإذا تحدث تمتم!!
ثم. . .
أجل فلابد من ثم هذه. . .
ثم ذوى عوده، وذبلت نضرته، وتهدم جسمه، وتحطم قلبه، وتأرجحت روحه في حدقته،. . . و. . . دنت ساعته!
ووقفت إيخو في فتن وارف، في أيكة قريبة من الغدير، تشهد الفصل الأخير، من مأساة حياتهما. . .
وسمعته يقول مخاطبا ظله:(أيها الحبيب! أجل! لقد حق لك أن تنتصر على كبريائي، وتسحق مرتي وتهدأ أعضائي. . . هاأنذا أموت أيها الحبيب. . . بقربك. . . يا عروس الماء النافر. . . أموت. . . وأحبك. . . فالوداع. . . الودا. . . ع)
وأقبلت عرائس الماء تنوح بدورها على نركيسوس، ثم ذهبت في أرجاء الغابة تجمع الحطب لإحراق الجثة، كما جرت بذلك العادة في ذاك الزمن. . . ولكن؛ يا للعجب! لقد عادت فما وجدت غير زهرة جميلة من أزهار النرجس! انحنت على صفحة الغدير تنظر