وحزنت حيرا على خادمها أمض الحزن وأشده، وذهبت بنفسها فحملت رأسه إلى مخدعها في قصر الأولمب الكبير، وطعقت تسمل العيون عيناً عيناً وتركبها في ريش طاووسها الجميل لتظل إلى الأبد رمز حبها له، ووفائها لذكراه. . . ثم آلت لتسلطن على يو - البقرة المسكينة - ذبابة صفراء من ذباب الأبالسة، تقرصها وتجعل من حياتها نكالاً، حتى ضجت المخلوقة التعسة ورفعت أكف الضراعة تستمطر الرحمة من زيونس. . . كبير الآلهة، ورب الأرباب:(يا الهي العظيم الرحيم، يا أبا الآلهة، وابن الآلهة! أتوسل إليك بأبنائك الكرام الرحماء!
أدركني يا أبا جريوس! اغفر لي زلتي حين أحببت هذا الفتى الجميل وأحبني! إن كنت قد صنعت في ما صنعت انتقاماً، فحسبك ما حل بي من عذاب الهون! لن أزل يا الهي إذا غفرت لي ورفعت عني وزر غضبك! اقبل يا رب الأولمب صلاتي واجعلها شفيعي إليك! أنا. . . يو المسكينة. كنت أعبد ابنتك أرتميس ربة القمر، فكنت أنزوى عن العالم، وألبث وحدي بين يدي قمري الحبيب، أصلى لك ولا بنتك المعبودة، في هدأة الليل، وسكون السحر، فما هو إلا أن قطع عل هذا الفتى صلاتي، وهو من خلقك، وجماله الفتان آية من آياتك، فإذا سحرني وأذهلني عن عبادتي، فإني أستأهل كل هذا الذي أنافيه!. . . . يا إلهي اغفر لي، فقد وسع غفرانك كل شئ. . . .!)
ويستجيب الإله لهذه الصلاة الحارة الخالصة، فينطلق إلى حيرا، حيث يجدها مكبة على رأس آرجس تسمل عيونه، فيواسيها ويسيلها، ثم يرجوها أن ترحم يو، وأن تخفف عنها العذاب، وهو لقاء هذا يعطيها كل المواثيق إلا يصل أسبابه بأسبابها مرة أخرى. فترق حيرا، وتتفجر الرحمة لأول عهدها بها، في قلبها، وترسل من يرفع الذبابة عن البقرة ونأذن لزيوس فيعيدها إلى صورتها الأولى. . الصورة القديمة المحبوبة. . .!
ولكنها تشترط عليه أن يرسل من يذهب بها إلى أقصى أطراف الأرض، حتى تطمئن عليه. . . وعلى قلبه المتصابي!. . . من حبها ويأمر زيوس بعض اتباعه فيحتمل يو إلى. . . . . ضفاف النيل!! وتخرج من الصحراء فيلقاها المصريون، فتبهرهم بجمالها الرائع، وحسنها الوضاء، ومفاتنها البارعة، ثم يجتمعون على عبادتها، ويقيمونها مليكة عليهم،