فقد بدأ صدورها سنة ١٨٥١ في مدينة نيويورك وكادت اكثر من مرة تختفي من الميدان، ولكن أوكس أسبغ عليها حياة جديدة، وهي الآن من أعظم صحف العالم، ولها اكبر مجموعة من المراسلين الخارجيين في سائر العواصم، وقلما تجاريها اية صحيفة كبرى في أنبائها أو موادها. ومع إن انتشارها لا يعدو نصف مليون نسخة في اليوم، فإنها تتمتع بأكبر نفوذ في عالم السياسة والفكر والمال
العلامة المكتشف سفين هيدين
عاد أخيراً من مجاهل الصين الوسطى والغربية الرحالة المكتشف والعلامة الباحث السويدي سفين هيدين إلى ستوكهلم مسقط رأسه، فاحتفلت به الهيئات العلمية احتفالاً شائقاً، وقدمت إليه الحكومة النمساوية على يد سفيرها في ستوكهلم وسام الشرف العلمي والفني، وهو أرفع وسام تمنحه النمسا الجديدة لرجال العلوم والفنون، ولا تمنح منه إلا لممثلي أربع وعشرين دولة فقط؛ وقد عاد سفين هيدين وهو يتحدث إلى الهيئات العلمية والصحف الكبرى عن رحلاته واكتشافاته الجغرافية والعلمية في المناطق والوهاد السحيقة التي تجول فيها مدى أعوام؛ وأذاع سفين هيدين أيضاً عن حوادث التركستان الصينية، وما وقع في عاصمتها كشغر من الثورات والانقلابات معلومات نفيسة، وقد كان هنالك وقت اضطرام المعارك الأهلية في تلك الأنحاء
وقد ولد سفين هيدين في ستوكهلم سنة ١٨٦٥، ودرس فيها وفي برلين وأوبسالا، وشغف منذ حداثته بالأسفار، وتتلمذ للرحالة الألماني الشهير البارون فون رختهوهن، وقد بدأ رحلاته مذ كان طالباً بالسفر إلى العراق وفارس في سنة ١٨٨٥، وفي سنة ١٨٩٠ أرسلته الحكومة السويدية عضواً في السفارة التي أرسلها الملك أوسكار إلى شاه الفرس، وفي سنة ١٨٩١، اخترق خراسان والتركستان حتى كشغر، ويبدأ عمله كمكتشف أسيوي في سنة ١٨٩٣، حيث بدأ في اختراق آسيا الصغرى من أورنبورج إلى بكين، وقد سافر عن طريق لوبنور وهضاب التبت، وأنفق في رحلته أربعة أعوام واكتشف خلال هذه الفترة آكام مستجاستا الثلجية، والجبال الواقعة حول منابع يرقند داريا، واكتشف أطلال مدينة بوذية قديمة في صحراء ثكلا ماكن، وفي سنة ١٨٥٩ قام برحلته الأسيوية الثانية، وفيها سار في نهر تاريم حتى بحيرة لوبنور، واكتشف حول البحيرة آثار حضارة صينية قديمة، ثم