اخترق التبت وحاول عبثاً أن يدخل مدينة لاسا، وهي مدينة (اللاما) المقدسة، وفي سنة ١٩٢٦ قام برحلة ثالثة في آسيا، وقام برحلات أخرى في الهند والهملايا، وغيرها، وله مؤلفات كثيرة شائقة منها: رحلة إلى خرسان وتركستان - خلال آسيا - مخاطرات في التبت - نتائج علمية لرحلة في أواسط آسيا - من القطب إلى القطب - مع الجيوش الألمانية في الغرب - بغداد وبابيليون - التبت الجنوبية - حياتي كمكتشف، وغيرها
الرياضة والثقافة
كان من الآثار الاجتماعية التي أحدثتها الحرب انتشار الروح الرياضي بين الشباب بسرعة مدهشة، وكان الروح قبل الحرب محدود المدى، وكان كثير من الآباء يخشون على أبنائهم من أن يحملهم تيار الرياضة فيهملوا دروسهم ومدارسهم، وكان الاعتقاد الغالب هو أن الشباب الذين يشغفون بالرياضة هم أقل ذكاء واجتهاداً من أقرانهم؛ وفي غداة الحرب تطورت هذه الأفكار القديمة واكتسح الروح الرياضي مجتمع الشباب ذكوراً وإناثاً، وغمر شغف الرياضة فصول المدرسة والجامعة، وذاعت النظريات الرياضية الجديدة عندئذ، فقيل إن الجنس الأبيض مدين بتفوقه إلى الحركة والرياضة، وأنه ينشط متى تحرك؛ وأصفى ما تكون العقول عقب الركض أو الكرة أو الصعود أو السباحة أو غيرها من صنوف الرياضة. ولكن ناحية واحدة لم يوفق دعاة المدرسة الجديدة إلى تحقيقها، هي خلق الأدب الرياضي الثقافة الرياضية، فقط لوحظ إن أولئك الذين يشغفون بالرياضة قلما يقرأون، ولا يقرأون حتى كتب الرياضة ذاتها، فعقولهم وأذهانهم دائماً في معزل عن اجتناء متعة القراءة والرياضة العقلية، ولهذا لم يجد الأدب الرياضي سبيله حتى اليوم إلى دور النشر، وما زالت دور النشر تأباه وتعترض عليه، وتحرص ألا تتورط فيه، وهذه أول ظاهرة سيئة تلازم الحركة الرياضية
بيد أن هنالك ظاهرة أهم واخطر، هي اليوم موضع الجدل في فرنسا، وذلك أن الأساتذة والمفكرين قد اخذوا يتوجسون خفية من عواقب هذا التيار الرياضي الجارف، ويقول كثير منهم اليوم إن الانهماك في الألعاب الرياضية إلى هذه الحدود يخشى أن يسفر عن عواقب سيئة في تكوين النشئ، وأن يخرج للأمة شباباً من الذكور والاناث، يتمتعون بأجسام وهيئات حسنة؛ ولكن بعقول وأذهان ضيقة؛ لا يسهل فهمهم ولا يحتمل التفاهم معهم؛