يضيقون ذرعاً بالإيضاح والتروي؛ ويجنحون إلى الإيجاز والتحكم، وهذا ما يلاحظ اليوم على معظم الشباب الرياضي؛ وفي رأي هؤلاء إن الشباب الرياضي إنما هو عنصر منحط من الوجهة العقلية والثقافية؛ وإذا كانت الرياضة تبعث النشاط إلى العقل؛ فإن الانهماك فيها من جهة أخرى يحول دون ثقافة الذهن ومرونته؛ ولاسيما في هذا العصر الذي ضاقت فيه الأوقات؛ وحملت السرعة كل مجتمع؛ ولم تبقى أمام النشئ فرصة للارتواء من تلك المناهل الثقافية التي أتيحت لآبائهم. فهل تكون هذه الدعوة بدء انحلال في الحمى الرياضية التي تغمر المجتمع؟ هذا ما سيبدو لنا في المستقبل القريب
هبة فنية
من أنباء فينا إن أكاديمية الفنون الحية قد تلقت وصية من سيدة كبيرة، توصي فيها إليها بمجموعتها الفنية النفيسة. والسيدة المذكورة هي زوج المستشار السابق البرخت شميت، وكانت من أكابر الهواة، وقد جمعت في حياتها كثيراً من التحف الفنية النادرة، وفيها صورة أصلية من صنع تنتيرتو وهو من أعظم مصوري إيطاليا في القرن السادس عشر، ومنها آنية بديعة من المرمر تقدر بمئات الألوف، وتحف ثمينة أخرى.
الشاعر الفرنسي لوي مارساللو
لم يكن لوي مارساللو الشاعر الفرنسي الذي توفي أخيراً، شاعراً كبيراً فقط، ولكنه كان أيضاً صحفياً ذا أسلوب ساحر، وكان مؤلفاً مسرحياً تنال قطعه المسرحية في الكوميدي فرانسيز اعظم تقدير واستحسان. بيدا أن مارساللو اشتهر كشاعر قبل كل شيء. وقد ظهر له أول ديوان شعري، سنة ١٨٨٦ وهو في الثانية والعشرين فقط بعنوان (القبلات الضائعة)؛ وهو بريتاني الأصل ولد في بريست سنة ١٨٦٤، وقدم إلى باريس فتى، وانخرط في سلك جماعة أدبية كان فيها شارل كروس وماري كرسنسكا وجورج لوران؛ ولم يبقى منها حياً إلى اليوم سوى جان اجالبر. وقد ظهر في ديوانه الأول (القبلات الضائعة) مبلغ تأثره بمناظر وطنه الأصلي، وتقاليده وكبريائه الطبيعية. ثم كتب مارساللو بعد ذلك للمسرح فصادف فيه نجاحاً عظيماً. ومن قطعه المشهورة، (الملك المغرم)(شريط بسيشيه) وقد مثلتا مع غيرهما من قطعه في الكوميدي فرانسيز، و (قلبه الصغير) و