أن جاء موسى بن نصير الأندلس فهزمه في معركة فاصلة أودت بحياته
ثم قسم طارق جيشه إلى أربعة أقسام: قسم سار بقيادته إلى طليطلة، وقسم سار إلى قرطبة، وأخر سار إلى غرناطة، ورابع زحف إلى مالقا؛ وكان النصر حليفهم فاستولى كل قسم منهم على البلد الذي زحف عليه، وكانت الطبقات المضطهدة تساعد الجيش الزاحف وتمده بمعلومات قيمة عن جيوش العدو وترشده إلى أسهل الطرق وأقربها، وكان طارق يكافئ أعيان البلاد بتعيينهم حكاما على المناطق المفتوحة، ورأى الإسبانيون عندئذ أن غزوة العرب لم تكن مؤقتة يرجع العرب بعدها إلى أفريقية بل كانت دائمة لأنهم ذهبوا إلى إسبانيا ليبقوا فيها
وكان كثير من الأشراف قد فزعوا إلى الجبال بعد الانتصارات التي أحرزها العرب، فخاف طارق العاقبة وأرسل إلى موسى يستنجده. فعبأ موسى قوة عظيمة وعبر إلى الأندلس سنة ٧١٢ بعد ذهاب طارق إليها بسنة، واتبع خطة منظمة في الاستيلاء على البلاد. فكان ينظم كل مدينة يحتلها ويعدها لحكم عربي دائم. فاستولى على قرمونا وإشبيلية وسار توا إلى طليطلة فالتقى بطارق - وكان لقاؤهما جافا - ووحدا جبهتهما وانتصرا على جيش أسباني لجب، يقال إن لذريق كان يقوده، انتصارا حاسما، وافتتحا طليطلة مرة ثانية. وكانت آخرة لذريق في بطون أسماك نهر التاج
وفي سنة ٧١٣ سك موسى نقودا عربية في الأندلس، وظل يتوغل في هذه البلاد وينتقل من نصر إلى نصر إلى أن جاءه رسول الوليد يستدعيه إلى دمشق - عاصمة الإمبراطورية العربية - فغادر موسى الأندلس أسيفاً لأنه كان قد عزم على التوغل في بلاد الفرنجة حتى يصل إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية فيفتتحها ويسير منها إلى دمشق بعد أن يكون قد دوخ أوربا وأخضعها للخلافة الإسلامية وسطر أسمه في سجل الخالدين
ثم أستخلف موسى على الأندلس ابنه العزيز وعلى سبتة ابنه الثاني عبد الملك، وعلى أفريقية ثالث أبنائه عبد الله، وسار إلى العاصمة الأموية يصحبه طارق مثقلا بالغنائم، فوصلها بعد وفاة الوليد بن عبد الملك وقيام سليمان. وبالرغم مما قدمه لسليمان ابن عبد الملك من الغنائم لم يلق في عيني الخليفة حظوة، لان أخبار الأندلس وصلت إلى دار