باريس عام ١٨٨٦ حيث التحق بمدرسة النرمال العليا وفي عام ١٨٨٩ نجح في امتحان (الأجريجاسيون) في التاريخ والفلسفة، وفي عام ١٨٩٥ حصل على شهادة الدكتوراه في الآداب برسالة قدمها عن (أصول المسرح الغنائي الحديث) وعين بعد ذلك أستاذاً لتاريخ الفن في مدرسة النرمال العليا، ثم عين أستاذاً في السربون حيث أدخل مادة (تاريخ الموسيقى) وبقي فيها حتى عام ١٩١١.
ابتدأ رومان رولان حياته الأدبية بكتابة عدد كبير من القصص المسرحية، ولم يكن ذلك منه عفواً بل كان تنفيذاً لفكرة مختمرة في نفسه عن وجوب تجديد الفن المسرحي بالطريقة التي شرحها في سلسلة مقالاته التي كتبها بعنوان (مسرح الشعب)(١٩٠٠).
كتب رومان رولان من هذه القصص المسرحية (١٨٩٧) - (١٨٩٨) - (١٨٩٨) - (١٨٩٩) - (١٩٠٠) - ١٤ (١٩٠٢) - (١٩٠٢) - (١٩٠٤)(١٩٠٥)(١٩١٧) - (١٩١٩).
وفي مقالاته عن (مسرح الشعب) نادى رومان رولان بان يكون المسرح متحرراً من برجوازيته أي من اقتصاره على رسم ألوان الحياة الدائرة بين الطبقات الوسطى والغنية، لأن هذه الطبقات لا تكون إلا جزءاً ضئيلاً من الأمة. فاقتصار موضوعات الكتاب المسرحيين عليها يحرم المسرح من أن يكون معبراً عن روح الشعب الحقيقية وآماله التي لا نلمسها إلا في الطبقات الفقيرة وهي الكثرة في كل شعب. كذلك هاجم رومان رولان المسرح الكلاسيكي والمسرح الرومانتيكي داعياً إلى أن يكون الفن المسرحي صدى لتفكير العصر الذي نعيش فيه، وأن يكون ممهداً الطريق لمجتمع جديد. وبرغم أن رومان رولان بقي حتى الحرب الكبرى لا يعلن فكرته السياسية المحددة، فإن كل كتبه كانت تفيض بتمجيد الحرية والأحرار وبنزعة إنسانية عظمى. ولقد كان هذا المجتمع الجديد الذي يرمي إلى التمهيد له هو ذلك الذي تحيا فيه الطبقات الفقيرة المهضومة حياة حرة كريمة، ونجد بين أحضانه أكبر قدر من الحنان والتقدير.
على أننا ونحن في انتظار ذلك اليوم المطوي في ثنايا الغيب يرى رومان رولان وجوب أن نعد الشعب لنقبل ذلك المجتمع الجديد، وما ذلك إلا بأن نهيء الفرد لبلوغ أعظم درجة مستطاعة من الكمال الإنساني حتى يقابل كل تطور جديد بقلب مفتوح وصبر جميل. ولذا