وقصدت من فورها إلى زيوس فحدثته بما قالت عروس الماء أريثوذا، وأقسمت لديه، إن لم يأمر أخاه برد برسفونيه، لتهلكن عباده جوعاً، ولتجعلن وجه الأرض فدفداً يبابا. . . لا تسمن بزرع، ولا تروي بضرع!!
فتأثر زيوس من قولها، وابتسم ابتسامة حزينة، ثم قال:(لا بأس من عودة برسفونيه إذن. . . . ولكن! على شريطة ألا تكون قد ذاقت طعاماً في هيدز، مملكة أخي! فإنها، إن كانت قد فعلت، لا تصلح للحياة في هذا الدار الأولى!)
ولسوء الحظ، كانت برسفونيه، بعد امتناعها عن ذوق شيء من طعام هيدز طوال هذه الأشهر، قد أكلت في نفس ذلك اليوم الذي وعد فيه زيوس بعودتها إلى الدنيا ست حبات من الرمان فحسب! فلما علم زيوس بذلك، عدل حكمه، فقضى أن تلبث برسفونيه في هيدز عند شقيقه بلوتو ستة أشهر من كل سنة، أي شهراً بكل حبة مما أكلت!! وتعود إلى أمها فتلبث معها ستة أخرى؛ فيعود بعودها الماء إلى الزروع، والأزدهار إلى الحدائق، والشبع والثروة إلى الناس، ويكون عودها ربيع الحياة وبهجة الأرض
عاشت برسفونيه ربة الربيع! ولا طال عن الناس مغيبها في هيدز. .! عند الشرير بلوتو. . . الذي حرم الحياة من أن تكون ربيعاً كلها!!