للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أرض للناس جميعاً ... مثل ما ترضى لنفسك

إنما الناس جميعاً ... كلهم أبناء جنسك

فلهم نفس كنفسك ... ولهم حس كحسك

وله في الرد على من لامه على اعتزاله الناس وطول احتجابه:

وقائل ورأى من حجتي عجباً ... كم ذا التواري وأنت الدهر محجوب

فقلت حلت نجوم العمر منذ بدا ... نجم المشيب ودين الله مطلوب

فلذت من وجل بالاستتار عن الأ ... بصار إن غريم الموت مرعوب

وله في مدارة الناس ومصانعتهم:

مادمتُ حياً فدار الناس كلهم ... فإنما أنت في دار المداراة

من يدر داري ومن لم يدر سوف يرى ... عما قليل نديماً للندامات

وله يشكو إيذاء الناس بعضهم بعضاً فوق أذى الوحوش الضارية:

شر السباع الضواري دونه وزر ... والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع ... وما نرى بشراً لم يؤذه بشر

وله يشكو من وسطه الذي لا يجد فيه من يفهمه وتسكن إليه نفسه:

وما غربة الإنسان في شقة النوى ... ولكنها والله في عدم الشكل

وإني غريب بين بُست وأهلها ... وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

وله في تهوين أمر الدنيا وعدم الاهتمام بها:

لعمرك ما الحياة وإن حرصنا ... عليها غير ريح مستعاره

وما للريح دائمة هبوب ... ولكن تارة تجري وتارة

وله في الحث على انتهاز الفرص قبل فواتها:

تغنم سكون الحادثات فأنها ... وإن سكنت عما قريب تحرك

وبادر بأيام السلامة إنها ... رهون وهل للرهن عندك مترك

وله في التحذير من الجهال وعدم الركون إليهم:

تحرز من الجهال جهدك إنهم ... وإن لبسوا ثوب المودة أعداء

وإن كان فيهم من يسرك قربه ... فكل لذيذ الطعم أو جُلُّه داء

<<  <  ج:
ص:  >  >>