للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأُفقْاً تدوِّي بهِ السَّافياتُ ... وتملأُ جَنْبيهِ نارُ الوَغى

فمنْ أسهمٍ لَمعتْ كالوميضِ ... ومِنْ أسْيُفٍ إثْرَها تُنتضى

ومنْ أجنُحٍ دوَّمتْ في الفَضَاءِ ... ومدتْ على الكوْنِ ظلاَّ ضفَا

ومن خائف قد عصاه الصياحُ ... فخارتْ عزائمه والقُوى

ومنْ نهمٍ أكلَ الكائناتِ ... وَعَبَّ خِضَمَّاتها واحتسى

وغالَ منَ النَّجْمِ مالا يُعَدُّ ... ومالا يُرَامُ ولا يُحتوى

يُقهْقهُ قهْقهة كالرُّعودِ ... ويمتدُّ كالبرق إما بَدا

وينَفُثُ حتى إدخال السَّحابَ ... تدفَّقَ من جانبيهِ الحيا

وعيني إلى مَلكٍ نائم ... يُجمْجِمُ في الحُلْمِ أحلى اللُّغى

أُناديه مِنْ طول شوقي المِلحّ ... فيبسم والقلبُ منه هَفا

سريرك حوَّمَ بينَ الغُيوم ... وأغفى على شُرُفاتِ السُّها

وفي القلْبِ عُشُّقكَ لكّنهُ ... عفاهُ ومِنْ طيْرهِ قد خلا

وأنت أيا طيفُ ظلَّلْتني ... بِعَطْفِكَ حتى ازدَهاني الرِضا

أُفدِّيكَ من مُشفِقٍ لاهِفٍ ... ويا ليتَ يُرضيك أنيِّ الفدا

تكلمْ عَلاَمَ تُطيلُ السكوتَ ... وفي شَفَتَيْكَ كلامٌ يُرى

تعالَ فها ذاكَ ركْبُ الحياةِ ... تَسَربلَ صحراءها وارتدى

ولم يَبْقَ مِنهْ سِوَى ومضةٍ ... كخطِّ الأصيلِ بأقصى الفلاَ

تعال فإنْ يحتجبْ نورُهُ ... يَعُمَّ الشقاءُ ويطْغَ الأذَى

تعال فإني أُحسُّ المَاَء ... يَحُطُّ على شامخاتِ الذُّرى

وينشُرُ أجنحَهُ الضافيات ... ويُرسِلُها في رحابِ الفَضا

محفّتُهُ حَيِليَتهْا العُيونُ ... وإنْ غامَ لآلأؤُها أو دَجَا

تعالَ فِلِليلِ حُزنٌ يَطولُ ... وهولٌ إذا ما تناهى ابتدا

تعالَ فإنْ أدركتْنا خُطاهُ ... فليسَ يُتَاحُ لنا المُلتقى

حياتي طائفةٌ كالخيالِ ... وصوتيَ ليسَ لهُ منْ صَدَى

ونفسيَ تحملُ همَّ أثنينِ ... وهَمِّي جاز بنفسي المدَى

<<  <  ج:
ص:  >  >>