للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عادتهم في ذلك، ولكنه لا ينسب بليلى ولا هند كما كان ينسب الشعراء قبله، وإنما ينسب بالجواري البغداديات الحسان، ليجاري في ذلك عصره الذي يعيش فيه، ولا يجمد على ما كان يجمد عليه غيره، ولم يكن مع هذا يعني بتطويل النسيب أمام المديح حتى يستفرغ فيه وسعه، بل يلم به إلماما، ثم يدخل في مقصده. قال صاحب الأغاني حدثنا الصولي، قال حدثنا الغلابي، قال حدثنا عبد الله بن الضحاك أن عمرو بن العلاء مولى عمرو بن حريث صاحب المهدي كان ممدحاً، فمدحه أبو العتاهية، فأمر له بسبعين ألف درهم، فأنكر ذلك بعض الشعراء وقال: كيف فعل هذا بهذا الكوفي! وأي شيء مقدار شعره؟ فبلغه ذلك، فأحضر الرجل وقال له: والله إن الواحد منكم ليدور على المعنى فلا يصيبه، ويتعاطاه فلا يحسنه، حتى يشبب بخمسين بيتا، ثم يمدحنا ببعضها، وهذا كأن المعاني تجمع له، مدحني فقصر التشبيب وقال:

إني أمنت من الزمان وريبه ... لما علقت من الأمير حبالا

لو يستطيع الناس من إجلاله ... لحذوا له حر الوجوه نعالا

عبد المتعال الصعيدي

<<  <  ج:
ص:  >  >>