السامية، حتى تجد لنفسك مكمنا، ولكنك لم تكن لتخلط في تدليلك بين المبدأ والنتائج، كما فعل الأرستيون على الأقل إذا أردت أن تستكشف الوجود الحقيقي. لا لأن هذا الخلط كان سيتبين لهؤلاء الذين لا يعنيهم الأمر إطلاقاً ولا يفكرون فيه، فلديهم من الذكاء ما يكفي أن يجعلهم يغتبطون بأنفسهم غبطة عظيمة، مهما يكن ما تحويه أفكارهم من عناء كبير، ولكني أعتقد أنك فاعل كما أقول إن كنت فيلسوفا.
فقال سيمياس وسيبيس في صوت واحد: إن ما تقوله لحق بالغ اشكراتس - نعم يا فيدون، وليس يدهشني منهما هذا التسليم، فكل إنسان له من الفكر أدنى حدوده ليقر بما في تدليل سقراط من وضوح عجيب.
فيدون - يقينا يا اشكراتس، بلى، وهو إحساسنا أيضاً، نحن الذين نصغي الآن لروايتك ولم نكن من الرفاق، ولكن ما الذي أعقب هذا؟
فيدون - بعد أن سلموا بهذا كله، ووافقوا على وجود المثل، وعلى مساهمة سائر الأشياء فيها، تلك الأشياء التي اشتقت أسماؤها من تلك المثل، قال سقراط ما يأتي، إن كنت مصيبا فيما أتذكر:
تلك هي طريقتك في الحديث، ومع ذلك فحين تقول إن سمياس أكبر من سقراط وأصغر من فيدون، ألست بذلك تضيف إلى سمياس الكبر والصغر معا؟
- نعم إني أفعل ذلك
- ولكنك على رغم هذا تسلم بأن سمياس لا يزيد في الحقيقة عن سقراط بسبب أنه سمياس، كما قد يدل عليه ظاهر العبارة، ولكنه يزيد عليه بسبب ما له من حجم. فليس يزيد سمياس على سقراط لأنه سمياس أكثر مما يزيد عليه لأن سقراط هو سقراط، إنما بسبب الزيادة أن فيه صغرا حينما يقرن إلى كبر سمياس؟
- حقاً
- وإذا كان فيدون يربي عليه حجما، فليس ذلك لأن فيدون هو فيدون، بل سببه أن في فيدون كبرا بالنسبة إلى سمياس الذي هو أصغر بالمقارنة؟
- هذا حق
- وإن فسمياس يقال عنه إنه كبير كما يقال عنه إنه صغير لأنه في موقف وسط بينهما،