أساليب الصبابة والغرام، حتى أينعت وترعرت، فأزمعن المسير بها إلى الأولمب حيث يتلقاها الآلهة، فتأخذ مكانها بينهم. . .
وكم كان جميلا رائعا أن يصطف التريتون والأوسيانيد والنيريد من حولها؛ وكم كان جميلا رائعا رقص التريتون على صفحة الماء الجياش بالزبد، وتغريد الأوسيانيد كأنهن بلابل الروض الأخضر ترسل في هدير المحيط شدوها فيحور غناء كله!
وكم كان جميلا رائعا من النيريد أن يتضاحكن مترنمات في الحلقة الأولى حول فينوس فتستجيب السماء لهن، ويميد البحر من طرب بهن!
كم كان جميلا رائعا أن يخب موكب الحب فوق الماء حتى يكون على فراسخ من قبرص معدودات، فينثني الجميع إلا فينوس التي يهدهدها زفيروس الطيب، رب النسيم الجنوبي، حتى يصل بها إلى الشاطئ، حيث يكون في انتظارها بنات ثيميز ربة العدالة، وبنات يورينوم ربات الفضيلة والخلق الحسن، فيتقدمن إلى ربة الحب، فيصلين لها، ويجففن شعرها الذهبي المتهدل فوق كتفيها العاجيتين؛ ثم تدلف بينهن، لفاء هيفاء غراء غيداء مهتزة الجيد وضاحة الجبين، كلما خطت خطوة قبلت الأرض قدميها المعروقتين، وكلما مرت ببلقع اهتز وربا، واعشوشب وأزهر، حتى يلقاها آلهة الحب الأربعة، رب الشهوة هيميروس، ورب الغزل سواديلا، ورب الألفة بوثوس، وهيلين رب الزواج؛ فينخرطون في الجماعة، ويهطعون إلى الأولمب!
وتكون الأنباء قد تواترت عن قدوم الربة الجديدة، فيصنع لها عرش عتيد ما تكاد آخر ياقوتة تركب فيه حتى تصل فينوس فجأة فتستوي عليه، وتتصارع أبصار الآلهة العطشى حول جسمها الخصب، المترع بالمفاتن، وتتلمظ الشفاه الجائعة تود لو تفترس هذا الفم الأحوى الجميل، وتسري كهرباء الاشتهاء في الأذرع القوية، والصدور الهرقلية، تحلم بضم الجيد الناهد، ومخاصرة الوسط المياس، و. . . تثور الرغائب، وتفور الشهوات. . . . وفينوس ممتلئة كبرياء. . . كأنها العنقاء. . . ترسل اللمحة عن طرفها الساجي فتصرع هؤلاء وهؤلاء!!
وتقدم الآلهة كل بدوره يطلب يد فينوس، وكان كل إله يفاخر أخاه بما لديه من نعم وآلاء. وكان مضحكا أن يسفه الآلهة بعضهم بعضا بين يدي ربة الجمال والحب حتى ازدرتهم