للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جميعا، وخبرت حماقاتهم مالا يتفق وهذا الورد المتفتح في خديها، والسحر النائم في مقلتيها، والفتنة الثاوية في كل جارحة من جارحاتها؛ فرفضتهم أجمعين، وإن تكن برفضها قد أغضبت أباها كبير الآلهة وسيد أرباب الأولمب.

ولم يغض الآلهة عن تحقير فينوس لهم، بل انقلب إعجابهم ثورة، وارتد افتتانهم نقمة، وود كل منهم لو خلى بينه وبينها فيبطش بها بطشا شديداً

وأجمعوا أمرهم ضحى، وذهبوا إلى زيوس يطالبونه بالإثئار لكرامتهم كأرباب مرهوبي الجانب مخوفي الشيطان، من ابنته ربة الحب الطائشة!!

وخاف زيوس ثورة الآلهة، وأفزعه تجمهرهم في ردهة الأولمب يتصايحون ويصخبون، فخرج إليهم هاشا باشا، ودق بصولجانه على الأرض المرمرية وقال: إخواني. . أبنائي:

(لستم أنتم وحدكم تنقمون على فينوس الجميلة ما بدر منها في حضرتكم من زهو وخيلاء، بل أنا معكم ناقم على هذه الابنة العاقة التي صعرت في حضرتي خدها، وشمخت بأنفها، وحسبت أنها خير من الآلهة درجة وأعلى مقاما. .

لتطب نفوسكم يا إخواني ويا أبنائي! لقد أصدرت الساعة إرادة أولمبية تقضي بأن تتزوج فينوس المتكبرة المتغطرسة المختالة، من فلكان الحداد صانع دروعكم ولجم خيولكم!).

وما سمعها الآلهة حتى صاحوا لسانا واحدا: (ليحي زيوس العادل! تقدست يا زيوس! طوبى لك يا أولمب!)

وكان فلكان بين الجماعة وهي تهتف، ولكنه كان مشغولا عنهم بتلك السعادة التي هبطت عليه من السماء، وكان يحمل إرزبته الهائلة، فلما سمع النطق الأولى، ضرب بها الأرض ضربة راجفة، أحس بها بلوتو في أعماق الجحيم. . .

- (يحسب الآلهة أننا معشر الربات ملك أيمانهم دائما، يتصرفون بنا كما يحلو لهم! ما عليهم إلا أن يأمروا، وما علينا إلا أن نطيع! لقد كنت أؤثر أن ألبث في القصور المرجانية في أعماق الأعماق، على أن تشرق علي شعاعة من الشمس الدافئة التي يرتع فيها أولئك الآلهة العتاة الظالمون!)

- (هوني عليك يا مولاتي فقد يصفح غدا سيد الأولمب!

- (يصفح أو لا يصفح. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>