للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (يا للهول!. . .

- (أي هول يا فتاة. . .

- (ينبغي ألا تعرضي نفسك لغضب رب الأرباب. . .

- (رب الأرباب! أنت تضحكينني يا أجمل العرائس الأوسيانيد!

- (مولاتي. . . .!

- (إن رب الأرباب يحكم دنيا من الخزعبلات. . أما القلوب. . أما قلوب العذارى. . فالحب وحده يتولاهن، ويهيمن عليهن. . .

- (إلهتي فينوس. . .

- (لا تنزعجي هكذا يا عروس الماء. . . لقد ولدت لأكون ربة الجمال والحب. . فأولى لي ثم أولى، أن أسعد بالحب، وأن أختار من ذوي الحسن متعتي الغالية ونعيمي الأوفى. . . فلكان!! أنا أقسم أن هذا الحداد لا يفرق بين القبلة والجذوة، ولا بين نشوة الحب وزفير الكير!! وأخشى أن يغازلني يوما فيحذفني بإرزبته، يحسبها ريحانة أو زنبقة!! يا للحداد القذر!!).

- (ولكن زواجكما تسجل في السماء يا ربتي!

- (إن كان سجل السماء مدنسا بكل هذه المقابح الاستبدادية، فأنا. . فينوس ربة الجمال والحب والزواج. . آنف أن يدرج في صفحاته اسمي!

والآن اسمعي يا أوسيانة، اذهبي إلى حبيب مارس فبلغيه أنني منتظرته الليلة، بعد مغيب الشفق، تحت السنديانة الكبرى في أول منعرجات الغابة. . .)

وهكذا أقبلت ربة الحب على كؤوس الحب تنهل منها ما تشاء، وتستعرض الآلهة وأنصاف الآلهة تقبل منهم على من تشاء وتعرض عمن تشاء. . وما أكثر القطيع وما أنهم الذئب!

لقد علقت مارس القوي، إله الحرب، ورب الدمار، ولم تبال بزوجها الفظ القذر المنتن، الذي لا يميز جرس الموسيقى من طرق الحديد، ولا نسيم الجنة من زفرات الجحيم!

وعلقها مارس وافتتن بها، حتى لكان يعد دقات قلبه دقة فدقة، حتى يلقاها، فتهدأ أعصابه، ويطمئن قلبه، ويثوب إليه رشده

ولقد كان اللعين إذا خلا إلى فينوس، يذهب في الاستمتاع بها إلى أقصى حدود الطاقة؛

<<  <  ج:
ص:  >  >>