للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس هذا فسقا أيها الآلهة، بل هو التمازج الذي سميتموه الزواج!

وانقض فلكان كالمذنب المدمر، فألقى شبكته على الخائنين!

وانتفض مارس وهو يكاد يصعق من الذعر، وانتفضت فينوس وهي تكاد تذوب من الخجل! ولكن! أي ذعر وأي خجل وهذه الشبكة قد أمسكت بهما كسمكتين!!

لقد مضى فلكان، بعد إذ ربط الشبكة بما كسبت في أصل دوحة كبيرة، وعاد بكل الأسرة الأولمبية (لضبط الحادثة!)

وكانت ساعة رهيبة، انصبت فيها لمزات الآلهة الناقمين على رأس فينوس، وراح كل منهم ينتقم لكرامته المهدورة من كبريائها وصلفها، وهي ما تكاد تبين!!

وأطلق فلكان سراحهما؛ أما فينوس فذهبت تنشد عشاقا آخرين!

وأما مارس، فمضى إلى حيث خادمه الأحمق أليكتريون، فألفاه ما يزال يغط في نومه غطيطا مزعجا، فركله ركلة أطارت صوابه، وأخذ بتلابيبه فخضضه تخضيضاً!

ثم إنه أقسم لينتقمن منه انتقاما يكون أحدوثة الآباد وضحكة العباد، فنفث في أذنيه نفثتين، ارتد بهما الخادم المسكين ديكا عجيب الصورة، أرجواني التاج، طويل الجناحين، عظيم الذل!

وركله مارس ركلة ثانية، وقال له: (اذهب إذن فلن تذوق عيناك غفوة الفجر أبد الآبدين، ودهر الداهرين، وستصحو قبل كل الخليقة لتصيح في النائمين:

ويحكم أيها الغفاة، هبوا فقد كاد أبوللو يقطر مركبة الشمس!. . .

وما يزال أليكتريون، ديكنا المحبوب، يوقظنا قبل الشروق إلى اليوم!. . .

دريني خشبة

<<  <  ج:
ص:  >  >>