للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في جو المصنع كأنه ينقذف من بركان، والملاقط والمبارد والمخارط متناثرة على الأديم المعفر القذر كأنها أعجاز نخل. . .

- (فلكان!. . .)

- (هلا. . . أبوللو. . ماذا جاء بك في هذه الضحوة. . . وأني غادرت عربتك؟)

- (أثرت أن أطأ ثرى هذه الأرض بقدمي على أن تحملني يوح، وقد تدنس شرف الأولمب بالفضيحة المزرية!. . .)

- (الفضيحة المزرية؟ ماذا وراءك يا أبوللو؟. . .)

- (فلكان! أين زوجتك؟. . . هل أويت إليها الليلة؟)

- (زوجي؟ فضيحة مزرية؟. . . ماذا تعني أيها الأخ؟)

- (أولم تفقه بعد؟. . . ولكن قل لي: ماذا تصنع بكل هذه الأسلاك الغليظة؟)

- (أصنع شبكة كبيرة. . .)

- (ولمة؟)

- (لقد لاحظت النجس مارس يحوم حول حماي. . وأنا لا بد صائده)

- (هلم، هلم. . .)

- (وإلى أين؟. .)

- (تصيده. . ألم تنته من صنعها بعد؟)

بل انتهيت. . . وأين مارس؟. . .)

- (على الحشيش الأخضر، في أول شعاب الغابة، مما يلي الطريق العام)

- (ومع من؟. .)

- (مع. . . . . . . إنه قطعة واحدة مع. . . . فينـ)

- (معها؟. . . يا للهول؟. . . هلم. . . . يا للعرض الأحمر؟. . . .)

واحتمل شبكته العظيمة، وانطلق الإلَهان إلى حيث. . . النائمان الحالمان الآثمان!

لقد كان ملتصقين التصاقا تاما. . حتى ما يكاد ينفذ الماء بينهما ونسى كل إلف شفتيه في شفتي إلفه، فهما جلنارتان تبثان نجوى الهوى إلى جلنارتين!

يا لله!

<<  <  ج:
ص:  >  >>