ثانيا: ذكر الأستاذ في ص (٢٤٥) أن من نتائج الاختلاف بين القبائل كثرة المترادفات في اللغة العربية ثم ساق مثلا لذلك فقال (إن السُّكّر اسمه المِبرَت بلغة اليمن).
ولي على هذا اعتراضان: الاعتراض الأول أن لفظ السكر ليس بعربي بل هو تعريب للفظ شكَر الفارسية وهي قريبة جدا في نطقها من لفظها في اللغة الإنجليزية (راجع ص ٩٢ من كتاب الألفاظ الفارسية المعربة للسيد أدّي شير. وص ٨ و١٠٥ من شفاء الغليل للخفاجي. والقاموس للفيروز أبادي وص ٣٢٦ من مجلة مجمع اللغة العربية الملكي. وجـ ٦ من اللسان وص ١٦٦ جـ١ من المزهر لليسوطي).
والاعتراض الثاني هو أنني كنت أود أن يذكر الأستاذ من آثار ذلك الاختلاف بين القبائل، المشترك من الألفاظ بقسميه لأن هذا النوع له أثر واضح في اختلاف المذاهب في التشريع كلفظ القروء في قوله تعالى (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء).
ثالثا: ذكر الأستاذ في ص (٢٤٨) أن استعمال الكلمات المعربة كثر بعد الإسلام والفتح، ثم أخذ يسرد أمثلة للألفاظ التي تغلغلت في اللغة إثر الفتح.
واعتراضي أن بعض تلك الألفاظ التي ساقها الأستاذ كان قد دخل اللغة العربية وعُرّب منذ عصر الجاهلية فلم يكن دخوله إذن نتيجة للفتح الإسلامي. مثال ذلك لفظة (الفلفل) قال امرؤ القيس في معلقته:
ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل
وقال أيضاً:
كأن مَكاكِيَّ الجواء غُدَيّةٌ ... صبحن سلافا من رحيق مفلفل
وجاء في اللسان خمر مفلفل ألقى فيه الفلفل.
مثل آخر لفظة (الورد)
فقد جاء في اللسان ص (٤٧٠) من الجزء الرابع (الورد ببلاد العرب كثير ريفية وبرية وجبلية. قال الزجاج في قوله تعالى: فكانت وردة كالدهان: أي صارت كلون الورد). وقد جاء في القاموس أن أم طرفة سميت بوردة.
ومثل ثالث وهو لفظة (مسك) ويكفي في إثبات جاهليتها في التعريب ورودها في القرآن