للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الأستاذ فخري أبو السعود

قرأت يا سيدي مقالك الذي دبجه براعك تحت هذا العنوان في عدد (الرسالة) السابق، فخطر لي أن أعلق عليه هذا التعليق

كلنا متفق على أن الأخلاق في مدارسنا ليست مما يشرف ولا ينبئ بخير. ولكن الشيء الذي بلبل بالي وشرد خيالي هو طبكم لهذا الداء: هو نصحكم بفصل طبقات الناس في المدرسة، حتى تستقيم أخلاق الطلبة فيها، إذ يقولون في وصف الداء (قبولها - أي المدرسة - الطلاب من جميع الطبقات ووضعها أبناء الطبقة المحترمة بجانب أبناء الطبقة الوضيعة في المدرسة الواحدة بلا تميز) ثم قولكم في مكان آخر تصفون الدواء (فيجب أن تراعى طبقة الطالب الاجتماعية قبل أن يقبل في المدرسة، وأن يكون لهذا شأن في توزيع الطلاب على المدرسة بل الفصول وتخصيص مدارس في البلدان المختلفة لأبناء الطبقات الممتازة والأسر الطيبة)

أين يا سيدي هذه الطبقات الاجتماعية التي تعنيها؟ وعلى أي قاعدة نقسمها؟ أفنتراجع إلى القرون الوسطى نستلهم هذا التقسيم فنضع فواصل ومتاريس بين الأشراف والعامة؟ وإن كان ذلك يا سيدي، فأين طبقة الأشراف هذه أو الطبقة المحترمة كما تسميها؟ وأين طبقة العامة أو الطبقة الوضعية في رأيك؟ كيف نعرفها؟ وبم تميز إحداها من الأخرى؟

أجل أجبتم يا سيدي عن هذا السؤال فقلتم: (الطبقات المحترمة التي تستطيع دفع المصروفات العالية)

إذن يا سيدي كل غني في هذا البلد شريف عالي المكانة سامي الأخلاق، لا يجوز أن يجلس في معهد علمي إلى جانب الفقير الذي يجب أن يكون من (طبقة وضيعة فاسدة تعم فيها رذائل الكذب والغش والقحة وجرأة اللسان)

إذن كل من يستطيع أن يدفع مصروفات عالية يعد من طبقة الأشراف، وكل من يقصر عن ذلك يعد من الطبقة الوضيعة

فأين شرف أكثر الأغنياء في مصر يا أستاذ، ومن الذي يعترف بذلك الشرف؟ أمن الشرف هذه الفضائح الخلقية التي تنتشر عن بعضهم كل يوم؟ أمن الشرف هذه الفضائح المستورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>