بين جدران (الفيلات) التي لا يسكنها إلا الأغنياء، وفي قيعان (الصالات) التي لا يؤمها إلا الأغنياء؟
ما رأيك يا سيدي في أنني ما رأيت أفسد أخلاقاً ممن (يستطيع دفع المصروفات العالية)، وممن يستطيع أن يخرج لك من بطانة ثوبه من المال ما يسيل اللعاب ويغري الأفئدة، ومن يعلن في صوت كالرعد أنه اغتنى غناء لا يجاريه في غناه أحد. . ثم ما رأيك في أن أغلب من (لا يستطيع أن يدفع مصروفات عالية) ومن يطرد من المدرسة كل يوم لعجزه عنها هو المثل الكامل للخلق الكامل. . .؟
ثم أراك يا سيدي تشبهنا في ذلك بالإنجليز. . . ولست بالطبع في درايتكم حتى أتحدث عن إنجلترا حديث عارف، ولكن ترامى إلى علمي أن الإنجليزي كلما زاد غناه عظم خلقه، والأمر هنا على النقيض، فالارتفاع هناك بالخلق، والارتفاع هنا بالمال، حقيقة مرة ولكن لا شك فيها
ولكم أود مع ذلك يا سيدي لو تفصل طبقات الطلاب في المدرسة على هذه القاعدة قاعدة الجاه والغنى حتى يتسنى لكل فقير مؤدب أن يحتفظ بأدبه ويستقيم على خلقه
زكي شنودة جندي
ذكرى سيد الوجود محمد
للأديب محمد البزم
نبيُّ حبَا عدنان فضلاً وسُؤْدَداً ... فٌعَّمتْ جميع العالَمينَ مواهبُهْ
أخُو هِمَمٍ لا يُدرِكُ الدهرُ شَأْوَها ... ويجهلُها أعداؤُهُ وأقارِبُهْ
رأى الكَوْنَ في تيهٍ من الجهلِ أسفَعٍ ... تَشُقُّ عُبَابَ الداجِيَاتِ مراكبُهْ
فأطلَعَ في آفاقِهِ فَرْقَدَ الهدى ... إلى أن أصاب الحقَّ في الليلِ حاطِبُهْ
وَقِيدت له الدنيا مَقادَةَ طائعٍٍ ... ذَلولٍ فكانت في سواها مآرِبهْ
مُحَمَّدُ إني من مَدِيحِكَ عاجِزٌ ... وَشَأْوُ بياَنَي دون ما أنا طالبُهْ
أتَيتَ وقد شاخَ الزمانُ فَرَدَّهْ ... نداكَ فَتِيَّا بعد ما ارْبَدَّ حالبُهْ