بشؤون روسيا السوفيتية وزعيمها ستالين؛ منذ أكثر من عشرة أعوام لينين منشئ روسيا السوفيتية، واستمر يقودها حتى ذلك الوقت، ولكن شتان بين القائدين، فأن لينين ذهن غربي درس الماركسية (الاشتراكية) كمبدأ وعقيدة، وتلقاها في أجواء غريبة؛ ولكن ستالين أسيوي محض، فهو من بلاد الكرج، ولم يعرف الثورة ولا الاشتراكية قبل الحرب، ثم أن لينين ذهن المبادئ والمنطق؛ ولكن ستالين ذهن عملي خشن فقد تلقى تراث لينين وعمل على حمايته واستمراره بحماسة؛ ولكنه لم ير بدا من مسايرة الظروف؛ فارتد إلى النظم (البرجوازية). (غير الاشتراكية) يأخذ منها يروق له وما يعتقد أنه معين له على توطيد النظم القائمة. وقد كان ستالين في حياة لينين يمثل الجانب العملي للتجربة الجديدة، وكان لينين يعجب بآرائه العملية على الرغم معارضتها لمبادئه؛ ولما توفي لينين واستأثر ستالين بالأمر ثارت بينه وبين أقران لينين وحملت تراثه أمثال تروتسكي وزينوفييف وغيرهما معركة شديدة؛ ولم يستطع ستالين أن يبطش بهؤلاء الخصوم الذين ينعون عليه سياسته العملية بادئ بدء، ولكنه استطاع بعد عامين أو ثلاثة أن يضع يده عليهم، وأن يشتتهم، وأن يباعد بينهم وبين الثورة.
ويصف لنا ميسو باربيس هذه المراحل في كتابه، ويدرس خلال شخصية ستالين تاريخ روسيا السوفيتية، وأطوار الثورة الاشتراكية؛ وهو يرى أن ستالين بعد لينين هو الشخصية التي تتمثل فيها روسيا السوفيتية؛ ويذيل عنوان كتابه العبارة:
(عالم جديد يدرس في شخص رجل).
جائزة الرينصانص
اختتم موسم الجوائز الأدبية الكبرى في فرنسا بتخصيص جائزة (الرينصانص) لمسيو فرنان فليريه الكاتب الشاعر النرماندي؛ وفليريه من طبقة الكتَّاب والشعراء الكهول، وأصله من نورماندي، من ذلك الجيل الأدبي الخشن الذي يمتاز بقوة في أدبه؛ وقد ظهر قبل الحرب بكتاب اشترك في وضعه مع الشاعر (الكولس) ولوي برسو، عنوانه (جحيم المكتبة الوطنية) وفيه يدلل على اطلاع شاسع. بيد أنه مال إلى القريض بعد ذلك، وأخرج عدة قصائد ومنظومات قوية ساذجة تدل على تأثره بروح وطنه. ثم عالج القصة بعد ذلك فكتب منها:(ثلاث أقاصيص تاريخية)، (في عصر الحبيب)، (الملاذ الأخير)، (جيم كليك). بيد