وهناك شبه جلي بين زخارف هذه الأقمشة المملوكية وبين الكثير من الزخارف التي نراها على قطع الخزف والنحاس التي ترجع إلى العهد نفسه؛ كما أننا نرى في بعض الأقمشة المملوكية رسوماً تتكون من أشرطة قد تتعرج فتنظم بينها جامات بيضيه الشكل فيها صور طيور في مواقف مختلفة (شكلي٦، ٧)
بقي أن نشير إلى نوع من الأقمشة رسومه (مطبوعة) وليس منسوجة أو مشغولة في القماش نفسه، وترجع تقاليد هذه الصناعة إلى العصر القبطي، ولكن الظاهر أنها أهملت في العصر الإسلامي حتى أواخر حكم الفاطميين حين عاد القوم إلى استعمالها في الأقمشة الكتانية، وكانت الزخارف المطبوعة ذات لون واحد حتى جاء العهد العثماني فظهرت زخارف مطبوعة ذات لونين. ومهما يكن من شيء فإن صناعة هذه الأقمشة تشهد بدقة فائقة، وقد نقلها الغرب عن الشرق وانتشرت في أوربا ولا سيما في ألمانيا في حوض نهر الرين حيث يظهر تأثير الزخارف الشرقية في المنسوجات (المطبوعة). وفي دار الآثار العربية بعض أقمشة إسلامية مطبوعة، وفي اعتقادنا أنها من احسن الأمثلة المعروفة (شكل ٨)
وهكذا يرى القارئ أن ما نفضل جلالة الملك بإعارته وما بعثت به دار الآثار العربية إلى جوبلان لتمثيل تطور صناعة النسج في مصر الإسلامية وسيلة جليلة لنشر الدعوة لمصر، وتعريف الأجانب بفنونها الجميلة