للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والنوع الثالث يمثل القرن الثاني عشر، ويسوده اللون الأزرق الغامض، وتبدأ فيه الحروف الكوفية في الاستدارة لتصبح حروفاً نسخية، كما تظهر في الزخارف الفروع النباتية والأرابسك والحروف النسخية التي لا تكون كلمات ذات معنى

ومن العبارات التي يكثر ورودها على الأقمشة الفاطمية: (الملك لله)، و (بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي ولي الله)، و (نصر من الله)، و (العز من الله)

وأما في العصر الأيوبي فإن الزخارف الحيوانية يقل استعمالها وتكثر الكتابة النسخية المشغولة بالإبرة، وكذلك الأشكال الهندسية من مثلثات ومعينات ودوائر. وفي المنسوجات المعروضة بمتحف جوبلان من مجموعة جلالة الملك ومجموعة دار الآثار العربية قطع قد ترجع إلى العصر الأيوبي وان كان الجزم بصحة ذلك ليس من الحكمة، لان بين المنسوجات الأيوبية والمنسوجات التي صنعت في أخر العصر الفاطمي شبهاً كبيراً يجعل من الصعب التمييز بينها

وفي عصر المماليك في القرنين الثالث عشر والرابع عشر قضى على نظام الطراز وضعفت بالقضاء عليه صناعة نسج الكتان، واصبح الأمر يدور حول نسج الحرير وتطريزه؛ وتأثرت الصناعة بمنتجات الشرق الأقصى التي ادخلها عصر المغول في العالم الإسلامي. ولسنا نجهل شهرة الديباج الصيني الذي أشاد ماركوبولو بوصفه في رحلته المعروفة، ووجد بعضه في مصر، كما وجدت أنواع أخرى من الديباج فيها تأثير الصناعة الصينية لدرجة يستحيل معها الجزم بأنها من نسج عمال مصريين، ولاسيما إن تذكرنا ما نعرفه من المصادر التاريخية عن البعثات التي تبودلت بين الصين ومصر لتحمل ما خف حمله وغلا ثمنه من المنسوجات الحريرية النفيسة. ونلاحظ أن الرسوم في النسج المطرز المملوكي تميل إلى استدارة نظراً لأسباب فنية يطول شرحها، وأهمها نوع الغرزة التي يسمونها والتي أخذها الغرب بعد ذلك عن البلاد الإسلامية

وكثيراً من الأقمشة المملوكية المعروفة عليها أسماء بعض السلاطين المماليك وبعض عبارات الأدعية نحو (عز لمولانا السلطان الناصر)، أو (السلطان الملك المظفر العالم العامل العادل)، (عز لمولانا السلطان الناصر، ناصر الدنيا والدين محمد بن قلاوون) أو (الشرف للأشراف)

<<  <  ج:
ص:  >  >>