الحروف وصارت سيقانها تتصل ببعضها وينتهي كثير منها في أعلاه بزخارف صغيرة على شكل وريقات شجر تقليدية
وقد زار ناصري خسرو الرحالة الفارسي مصر حوالي سنة ١٠٤٠ ميلادية واعجب بما ينسج في تنيس من قصب ملون تصنع منه ثياب النساء، وكذلك العمائم والقلنسوات وقال: إن مثل هذا القصب الجميل لا يصنع في أي مكان أخر، وأنه سمع أن أمير إقليم فارس من بلاد إيران أرسل عشرين ألف دينار إلى تنيس ليشتري بها النسج الملكي، ولكن وكلاءه أقاموا في مصر سنين عديدة دون أن يحصلوا على بغيتهم - وروى ناصري خسرو أن مصانع تنيس كانت تنتج نوعاً من القماش يسمى البوقلمون يتغير لونه باختلاف ساعات النهار ويصدره المصريون إلى بلاد المشرق والمغرب
وفي المتاحف والمجموعات الأثرية كثير من الأقمشة بأسماء الخلفاء الفاطميين وخاصة العزيز والظاهر والمستنصر. ولعل أبدعها من مجموعة صاحب الجلالة مولانا الملك باسم الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله: الأولى من شاش اسود وعليها كتابة كوفية بحروف كبيرة في سطرين متوازيين مقلوب أحدهما. ونص العلوي منهما (بسم الله الرحمن الرحيم نصر من الله لعبد. . .) والسفلي (الحاكم بالله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعا. . .) وتحت الكتابة شريط من حرير اصفر فيه رسم ازرق مكرر لطائرين متقابلين (شكل١) والثانية من شاش اسود أيضا وعليها كتابة نصها في كل من السطرين (الله الرحمن الرحيم نصر من الله لعبد الله ووليه المنصور أبى علي الأمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين) وفوق الكتابة شريط من حرير اصفر فيه أيضا رسم ازرق مكرر لطائرين أنظر (شكل٢) ومما يلفت النظر في هاتين الطرفتين الملكيتين ما في كتابتهما من الأخطاء بالرغم من إبداع صناعتهما
ومن اكثر المنسوجات الفاطمية ذيوعاً ثلاثة أنواع أقدمها قوامة أشرطة من الطيور أو الحيوانات وسط جامات بيضة الشكل قد يتداخل بعضها في بعض
والنوع الثاني عظم الشغف به في القرن الحادي عشر، وألوانه باهتة ويسود أرضيته لون ذهبي، وتزينه أشرطة وجامات متداخلة قد يكثر عددها، وفيها أيضا رسوم حيوانات أو طيور تقليدية أو أشكال آدمية، أنظر (شكلي٣، ٤)