حتى ينتج هذا التفاعل تآلفاً، فإذا انحرف أحدهما عن هذا الوجه عن جهل أو عن علم ساء البيت ونشأ تفاعل من جنس آخر نتج عن البغض والكراهية والشقاق. الحق إن هذه كلها معادلات في الكيمياء النفسية تشبه تمام الشبه المعادلات الكيماوية التي تجرب في المعمل، ومع الأسف لم يصل الناس إلى حد بعيد في دراسة هذه الكيمياء النفسية ولم ينشئوا لها المعامل الناجحة نجاح المعامل للكيمياء المادية، والخطأ في النفس كثير الوقوع لصعوبة تعرف الذرّات النفسية وتكوين المعادلات الدقيقة. وإذا أدرك الإنسان هذا التفاعل واختلافه ودقته أدرك خطورته، وخاصة فيمن يتصل مركزه بنفوس كثيرين كالصحفي والأديب، والمعلم والخطيب، والزعيم، فقد يصدر عنه ما ينفعل ونفوس الناس فيكون سماً ناقعاً، وقد ينتج عنه ما يكون دواء ناجعاً.