بينما يجهد عقلاء المسلمون لإيقاظهم من رقدتهم، ويحرقون أنفسهم لإشعال الحياة فيهم، إذا (النهضة التركية الأخيرة) فقلنا حياة في المسلمين جديدة، ويقظة لا تلبث أن تصير شاملة. قلنا أولئك إخواننا زعماء المسلمين ينفخون في الصور، ليبعثوهم من القبور؛ لعل هذه النفوس الكبيرة تخلق أمة جديدة، أو تخترع لنا سنّة رشيدة، تصل عزة الماضي بمجد المستقبل وتذهب بذل الحاضر؛ إن يخلقوا فالرجل الحر خلاق، وإن يسبقوا فالكريم إلى المعالي سباق - لا ريب إننا سنرى فيهم عمر بن الخطاب، وهارون الرشيد، وعبد الرحمن الناصر، وصلاح الدين الأيوبي، وسليمان القانوني، ولكن في القرن العشرين يفتحون صدورهم لعلومه، ويتوسلون بوسائله إلى الغايات الشريفة والمثل العليا التي سعى إليها المسلمون من قبل. ثم نظرنا فإذا نفخة الصور، لا تدعوا إلى النشور، وإذا الهمم العالية تسف، والعزائم الماضية تهن، وإذا حياة تجفل من نفسها وتعتز بغيرها، وإذا نهضة من المحاكاة عليلة، وخطة من التقليد ذليلة، قصاراها:(اقطع كل من يربطك بالإسلام وأممه، وأحكم كل ما يصلك بأوربا وسننها) فانظر ماذا صنعوا إنفاذاً لهذه الخطة: