ولا سيما في الشام والحجاز حيث تلقى عليه مئات العلماء والطلاب؛ ولبث السخاوي رغم مكانته العلمية الرفيعة ونفوذه القوي بعيداً عن ميدان السياسة ودسائس البلاط والمناصب الرسمية؛ واقترح عليه صديقه الأمير يشبك الداوادار أن يقرأ التاريخ بمجلس السلطان الظاهر خشقدم فأبى؛ ثم عرض عليه أن يتولّى القضاء بعد ذلك، فاعتذر وأشار بتعيين خصمه ومنافسه السيوطي رغم ما كان بينهما من الخصومات الأدبية الشهيرة
وأقام السخاوي حيناً في القاهرة؛ ثم سافر إلى مكة ليحج للمرة السابعة؛ وعكف بعد أداء الفريضة على الإقراء والدرس، وتردد حيناً بين مكة والمدينة؛ ثم استقر أخيراً بالمدينة؛ واستمر في الإقراء بها حتى توفّى في ١٣ذي القعدة سنة ٩٠٢هـ (١٤٩٧م) في الحادية والسبعين من عمره.