الأرض بدمائهم حتى أنبتت مجد نابليون فأقتطفه؟. . هل ذكر أولئك القصاص الذين أهدوا إلى شكسبير قصصهم الرائعة فرواها؟ هل ذكر أولئك الملاحين الذين غامروا بأرواحهم حتى أوصلوا كولومب إلى الساحل الجديد وأمسكوا بيده حتى نزل إليه؟. . ماذا كان نابليون وشكسبير وكولومب لولا أولئك الأبطال المجهولون الذين نسيهم التاريخ؟ لا بأس أيها البقيع فإن البطل الحق هو الذي لا يعرفه أحد!
وازداد الرعد قرقرة وهزيماً، وعقّ البرق وتكلّح، وأغدقت السماء وجادت، وعصفت الريح وأعجّت وجنت الدنيا جنونها، فنظرت فإذا السيل قد جرف قبر عثمان فلم يبق له من اثر. .!
فقلت: أطبقي يا سماء، وتشقّقي يا أرض، وتصدّعي يا جبال. . . إن من ملكوا العالم لا يجدون القبور. . .