ونحن أرفق برعايانا من أن ندعهم فرائس لهذا الأفعوان. . .)
وانطلقا، حتى إذا كانا عند المستنقعات المترامية، شهد هرقل حيواناً ضخم الجثة فضيع المنظر، يتقلب فوق صفحة الماء المغطاة بزهرات اللوتس وأوراقه العريضة النامية. وأيقن إنه هيدرا، فتناول قوسه الكبيرة، وأرسل إلى الوحش سهماً يهيجه به، ليخرج من الماء، وليأخذ معه في نزال وقتال. . . وتم له ما أراد. وخرج هيدرا الفظيع يقلب رؤوسه السبعة.
ويقلب في كل فم لساناً طوله ذراعان، وبرزت أنيابه تنفث سمها الزعاف، وأرسلت العيون الصغيرة البراقة شررها، وشرع الفحيح المرعب يصم أذني هرقل وأذني صاحبه
وبدأت المعركة. . .
وامتشق هرقل سيفه الكبير المرهف، وبضربة قاضية أطاح رأساً من الرؤوس السبعة. . .
ولكن. . . يا للعجب!! لقد نبتت في لحظات قليلة، في مكان الرأس المقطوع، رؤوس سبعة أخرى، أخذت تنمو بسرعة فائقة، حتى أوشكت أن تساوي الرؤوس الكبيرة في حجمها. . .
وريع هرقل، وهتف بصاحبه يولوس قائلاً:(أوقد النار يا صاح، وأجج هذا الجذع فاكو به كل رأس يطيح. . . إنني أخشى أن ينبت لهيدرا ألف رأس!)
ونفخ في النار وأجج الجذع؛ وأخذ كلما طاح رأس كوى مكانه بالنار وحدث ما لم يكن بالحسبان. . . لقد أرسلت حيرا سرطانا بحرياً يعض قدما هرقل وهو يحارب هيدرا، تود بذلك لو تشغله فيستطيع الأفعوان الظفر بخصمها العنيد. . . ولكن هرقل تنبه للسرطان فوطأه، وسحق عظامه سحقاً وانتصر هرقل. . .
وطفق يغمس سهامه في دم الأفعوان ليسممها، حتى إذا أصابت رمية لم تفلتها من الموت. وعاد إلى يوريذوس ثملاً بخمرة النصر
٣ - ظبي سيرينيا
وأسقط في يد يوريذوس حين رأى هرقل يختال في بردة السبع ويتيه، وفي قبضته القوية رؤوس هيدرا هامدة خامدة
وكان في مقاطعة سيرينيا ظبي له قرنان من ذهب، وأيطلان من نحاس، وساقان من معدن ليس له فيما نعرف من المعادن من ضريب. وكان الملوك إذ أرادوا إعجاز أحد من الناس ليقتلوه، كلّفوه باقتفاء ظبي سيرينيا وإمساكه؛ فإن لم يفعل، ولن يستطيع أحد أن يفعل، لشدة