للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذه هي رسالة الطائشة إلى صاحبها:

. . .

ماذا أكتب لك غير ألفاظ حقيقتي وحقيقتك؟

يخيل إلى أن ألفاظ خضوعي وتضرعي متى انتهت إليك انقلبت إلى ألفاظ شجار ونزاع!

أي عدل أن تلمسك حياتي لمسة الزهرة الناعمة بأطراف البنان، وتقذفني أنت قذف الحجر بملء اليد الصلبة متمطية فيها قوة الجسم؟

جعلتني في الحب كآلة خاضعة تدار فتدور، ثم عبثت بها فصارت متمردة توقف ولا تقف؛ والنهاية - لا ريب فيها - اختلال أو تحطيم!

وجعلت لي عالماً، أما ليله فأنت والظلام والبكاء، وأما نهاره فأنت والضياء والأمل الخائب. هذا هو عالمي: أنت أنت. . .! سمائي كأنها رقعة أطبقت عليها كل غيوم السماء، وأرضى كأنها بقعة اجتمعت فيها كل زلازل الأرض! لأنك غيمة في حياتي، وزلزلة في أيامي

يا بعد ما بين الدنيا التي حولي وبين الدنيا التي في قلبي!

ما يجمل منك أن تلزمني لوم خطأ أنت المخطئ فيه

سلني عن حبي أجبك عن نكبتي، وسلني عن نكبتي أجبك عن حبي

كان ينبغي أن تكون لي الكبرياء في الحب، ولكن ماذا أصنع وأنت منصرف عني؟ ويلاه من هذا الانصراف الذي يجعل كبريائي رضى مني بأن تنسى!

ليس لي من وسيلة تعطفك إلا هذا الحب الشديد الذي هو يصدك، فكأن الأسباب مقلوبة معي منذ انقلبت أنت

ويخيل إلي من طغيان آلامي أن كل ذي حزن فعندي أنا تمام حزنه!

ويخيل إلي أني أفصح من نطق بآه!

عذابي عذاب الصادق الذي لا يعرف الكذب، بالكاذب الذي لا يعرف الصدق

كم يقول الرجال في النساء، وكم يصفونهن بالكيد والغدر والمكر؛ فهل جئت أنت لتعاقب الجنس كله فيّ أنا وحدي. . .

ما لكلامي يتقطع كأنما هو أيضاً مختنق؟

لشد ما أتمنى أن أشتري انتصاري، ولكن انتصاري، عليك هو عندي أن تنتصر أنت إن

<<  <  ج:
ص:  >  >>